أقلام حرة
صادق السامرائي: فحولة الكراسي!!
الكراسي ذات فحولة عارمة، لاتخص مجتمعات الأمة، وإنما فاعلة في كراسي المجتمعات الأخرى عبر العصور.
فالجالس على كرسي السلطة فحل الفحول، وصاحب قوة لا تُضاهى.
ومن الأمثلة على الفحولة الفائقة، أن الخلفاء يقدَمون للأجيال على أنهم أكباش وسط قطيع من الجواري والغلمان.
فمنذ ما قبل التأريخ، والقادة يقدَمون على أنهم أصحاب فحولة طاغية.
ولهذا تجدنا أمام قصص أشبه بالخرافات، فيذكرون أن هذا الخليفة لدية أربعة آلاف جارية، وذاك مئات الجواري، وغيرها من التدوينات الخالية من الواقعية والصدق.
أكثرها أكاذيب مسطورة وبتكرارها تحولت إلى حقائق يصعب الإقتراب منها، ومساءلتها والبحث في مدى مصداقيتها.
الفحولة المرسومة لا تتوافق مع قدرات البشر الفسلجية، وتقدّم الفحل المهيمن على السلطة على أنه آلة روبوتية، لا هم لها إلا المواقعة اليومية للجواري والغلمان على مدى ساعات اليوم، وفي ذات الوقت يبدو بطلا عسكريا وسياسيا بارعا وصاحب إنجازات، ويصلي في اليوم كذا ركعة، ويتصدق، ويغزو، ويدير شؤون الإمبراطورية بكفاءة وفحولية خارقة.
فهل يصح في الأفهام هذا الهراء الهزيل؟
والحقيقة أن القراءة النفسية للتأريخ تكشف أن معظم أصحاب الكراسي، كانوا في حالة من القلق الشديد فالشكوك والمخاوف تتملكهم، ولا يستطيعون النوم بأمان تام.
وأكثرهم يموت مبكرا أو تدبر له مكيدة نكراء.
فعن أي فحولة وقدرات توهمية يتحدثون؟!!
***
د. صادق السامرائي