أقلام حرة

صادق السامرائي: الفاحشة!!

الفاحشة: القبيح الشنيع من قول أوفعل، وفقهيا: ما تنفر منه الطباع السليمة، ولا تقره العقول الصحيحة، ويوجب الحد في الدنيا والعذاب في الآخرة.

القائلين بالفاحشة يحسبون الغناء والرسم والموسيقى والشعر من الفواحش التي تستوجب المنع والعقاب، وهي التي تخرب القيم والأخلاق والحياة المتوافقة مع الدين.

أما الظلم والفساد ومصادرة حقوق الإنسان وإنتهاك حرماته، وقهره بالحرمان من أبسط الحاجات اللازمة لحياة حرة كريم، فأنها وغيرها الكثير من الرذائل ليست من الفواحس، بل بعضها من طقوس الرؤية الفئوية المعينة وفي ممارستها تأكيد للإيمان.

وليس من الفواحش تقديس البشر وتحويله إلى وثن آدمي، تتعبد في محرابه المساكين المغفلة، المرهونة بالتبعية والخنوع والتفليد، والممهورة بخاتم السمع والطاعة إلى نائب رب العالمين.

كلها سلوكيات تعبدية، ونشاطات جهادية، وتعبيرات عن مدى التفاني بالإيمان، والعمل بموجب إرادة الكراهية والبغضاء،  والعدوان على الآخر بعد تكفيره وإخراجه من مملكة الإنسان.

ما يتوافق مع الرغبات المطمورة والنفس الدونية، لا يحسب فاحشة، وفقا لمنهج دينهم هواهم، وما يعيق ذلك يكون من الفواحش.

فقتل الأبرياء وخطفهم وتعذيبهم وتغييبهم من ضرورات القوة والتمسك بالمعتقد، والتقرب بالضحايا إلى الرب المعبود.

و"من أطاع هواه باع دينه بدنياه"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم