أقلام حرة
صادق السامرائي: الزمن الحسير!!
عيون الحياة أصابها الرمد، وبعضها فُقِأت بحراب التداعيات المتوافدة من كل فج عميق، حتى لتجدنا في صندوق أظلم يتسرب إليه الضوء بصعوبة فائقة.
العيون لا ترى، إنها بوابات شرور عليها أن تغلق.
قال ذلك المجنون الذي إقتلع عينه اليسرى، بإصبع سبابة يده اليمنى.
إنها نافذة أخطار عليها أن تغلق!!
وما أشبه السلوكيات المؤدينة بما يراه المجانين ويتوهمونه ويخضعون لإرادته الملعونة.
المؤدينون تأكلهم أوهامهم السيئة، وتقودهم إلى إرتكاب المآثم والخطايا الفظيعة، المبررة بتأويلات أهوائية، تتحدث عن الباطن السقيم، وتنكر الظاهر المستقيم .
إنها لعبة إفتراس البشر للبشر بأسنان الدين التي كشرت وتأهبت للنهش الشديد.
كيف يتحول الدين إلى وحش كاسر، ولماذا لا ترغب الدنيا بصناعة الخير، وتنحدر إلى سوح الشرور والمساوئ بإندفاعية فائقة.
إنها أزمة أخلاقية تعصف في أرجاء الحياة وتطلق ما فيها من المطمورات الخطيرة اللازمة، لتأمين دوران نواعير الويلات العظيمة في سواقي الوجود المنكوب بترابه وأترابه!!
فالدنيا على شفا حفرة الوعيد النووي السقري الإنجاز، ويدير سفينة البشرية أناس تخشبت نفوسهم وتبلدت عقولهم، وتمكنت منهم أمّارات السوء التي فيهم.
والجحيم الأرضي بحاجة لفرد مأفون يكتنفه الجنون وفي لحظة غفلة وسفه يضغط على زر المأساة الكبرى، ويعلن بداية الفانية وما أدراك ما هي!!
إنها إرادة الموازين التي تفرض سطوتها على الموجودات، وتتواصل مع نوازع وتطلعات الدوران، التي تعيد تصنيع الحالات من عناصرها الخامدات، فلا بد أن يعود كل شيئ إلى رماد، لتبدأ رحلة التشظي والوعيد من جديد.
فهل نسي الإنسان نفسه؟
و"ألا كل شيئ ما خلا الله باطل...وكل نعيم لا محالة زائل"!!
***
د. صادق السامرائي