أقلام حرة
بديعة النعيمي: الحرب على غزة (89): ليس لهم شبر واحد
تم إضفاء الشرعية على العملية الاستيطانية الاستعمارية لأرض فلسطين كما ذكرت في مقالات سابقة من خلال استدعاء الأساطير التي مصدرها "التناخ" الذي تم تحويله إلى كتاب تاريخي موثوق، يستخدم لإثبات الأصل الواحد لليهود من سلالة داوود التي تم نفيها من الديار المقدسة كما يزعمون.
وهنا نتسائل عن هذا الأصل اليهودي الذي ينسبونه لسكان دولة الاحتلال الذين جاء أغلبهم من الشتات وهم الذين يطلق عليهم "الأشكيناز" أو يهود الخزر وقد أثبتت دراسة أجراها الدكتور "آران الحايك" في معهد "جونز هوبكنز" حول يهود الخزر، أن اليهود المنحدرون من أصول أوروبية يشكلون ٩٠% من يهود العالم البالغ عددهم ١٣ مليونا. وهذا ينسف المزاعم التي تتبجح بها دولة الاحتلال ورئيسها "بنيامين نتنياهو" من أن اليهود ينتمون إلى عرق واحد.
ولو بحثنا في أصل قبيلة الخزر لوجدنا أن بعض الدراسات أثبتت أنهم من أصل تركي عاش في منخفض الفولجا جنوب روسيا. حيث تشكلت مملكة الخزر التي كان بعض حكامها وسكانها يعبدون الأوثان ثم تحولوا إلى اليهودية. فكان نشوء هذه المملكة من تجليات اعتناق اليهودية. لكن بعد انهيار هذه المملكة تفرق يهود الخزر في شرق أوروبا. غير أن دولة الاحتلال تتغاضى عنها بل وتحاول شطبها من الوعي والذاكرة الصهيونية لأن وجود هؤلاء اليهود يتناقض مع نظرية الأصل الواحد لليهود.
ومن هنا فهؤلاء ليسوا سبطا يهوديا تاه في آسيا كما يدعي الصهاينة. وتاريخهم لا يرتبط بالمنطقة العربية ولم يرتبط يوما.
والجدير بالذكر أن اللغة التي يتحدث بها يهود الخزر هي "اليديش"، فهم لم يعرفوا يوما العبرية.
ومن هنا فإنه من الكذب الادعاء بأن هؤلاء الخزر "الأشكيناز" هم يهود ينتمون إلى العرق السامي. وهذا يدحض أكذوبة "الحق التاريخي لهم في أرض فلسطين"
ويعتبر يهود الخزر الذين لم يستطيعوا التعايش في مجتمعاتهم التي تشتتوا فيها العصب الأساسي في الحركة الصهيونية ومنذ انهيار مملكتهم وهم يحلمون بإقامة دولة خاصة بهم.
ولو دققنا بجنسيات مؤسسي دولة الاحتلال سنجد أن منهم البولندي أو البلغاري والروسي و الأوكراني.
ف "حاييم وايزمن" أول رئيس لدولة الاحتلال روسي. و "جابوتنسكي" أوكراني. أما "دافيد بن غوريون" فهو بولندي. و "إسحق رابين" أوكراني.
وهؤلاء الأغراب هم الذين يقطعون أوصال فلسطين بمستوطناتهم وطرقهم الالتفافية ويتخذون من القدس عاصمة لدولتهم المزعومة وينكلون بأهل فلسطين.
واليوم خزر الشتات يرتكبون المجازر بحق أهلنا في غزة ،هؤلاء الذين أتوا من نهر الفولجا والقوقاز يتحكمون ب ٢٢ دولة عربية. يقفزون من فوق القوانين ولا يعترفون بها. وهم الذين لا يمتلكون شبرا واحدا في فلسطين.
***
بديعة النعيمي