أقلام حرة

الفوارق بين الإمام محمد أحمد المهدي وخليفته عبد الله التعايشي

لقد أحاط الخليفة عبد الله بالإمام المهدي ولم يفارقه، ولعل الأمر الذي لا يقبل شكا ولا جدالا أن الخليفة عبد الله قد استقرت محبته في قلب الإمام لأنه ذاد عن مهديته ببيد وناضل عنها بسهم، ولقد أخذت بروق الخليفة ورعوده تؤرق مضجع كل شيخ أو عارف أو قطب من أقطاب التصوف يشكك في مهدية محمد أحمد أو يستخف بها، اسراع الخليفة في فعل كل ما يرضي الإمام والحاحه في تذليل كل عقبة تقف في انتشار دعوته هو الشيء الذي كفل له كل هذه المكانة التي حازها من الإمام محمد أحمد رحمه الله، كان الإمام المهدي يعلم أن عبدالله التعايشي حربا ضروسا على أعدائه، وأنه شجاع موفور الشجاعة، وصلب لا تنقصه الصلابة، لأجل ذلك أوكل إليه الأمر برمته أثناء مرضه وبعد موته، كما كان الإمام لا يمضي المعاهدات ويختار القواد وأمراء الجند دون أن يستشير خاصته، لم يسبق أن أتت قرارته ممهورة بالحيدة والاستقلال غير أبها بأن يرضى عنها من رضى ويسخط عليها من سخط، كلا لقد كان الإمام ديمقراطيا وديمقراطيته تلك هي التي ساعدت على استقرار نظامه، وهو في هذا على النقيض من خليفته الذي اطمئن لثقته واعتداده بنفسه فكان لا يستشير إلا لماما وكان يقهر قواده وجنده ويأخذ منهم بالكره ما لم يستطع أن يأخذه منهم بالرضى.

***

د. الطيب النقر

 

في المثقف اليوم