أقلام حرة
ابتهال العربي: حضرة العميد
يبدو من رد وزير التعليم على حادثة العميد أن هناك تحليلات شخصية وإشاعات أثارها البعض بهدف ما، واتفق مع الوزير أن تصرف العميد فردي ولا صحة لمساومات طالبات، لكن لو فرضنا أن من ظهرت في الفيديو موظفة أو صديقة أو جارة.. أو طالبة كما تحدث البعض فذلك لايغير من سوء الموقف وأساس القضية، وهو الفساد الأخلاقي واستغلال الوظائف، أما المساومات فأعتقد أن الفتيات يتعرضن لها في كل مكان والبعض يلجأن إلى العمل في مكان آخر أو ملازمة البيت بسبب المضايقات والتحرش، لأن مجتمعنا يعاني من خلل نفسي وأخلاقي، وكثيرون من تمردوا بسبب السلطة والنفوذ والظهر القوي الذي يسندهم، وكثيرون من يستغلون ضعف أو حاجة بعض النساء، ويحاولون الوصول اليها بكل الطرق.
وبالعودة إلى صاحب الفيديو الذي انتشر مؤخراً بين المنصات الإلكترونية وهو في وضع مخل للحياء، وظهر للجميع عبر كاميرا مزروعة في مكتبه الوظيفي الموقر الذي يبو أنه يمارس فيه رغباته الشخصية المتعلقة بممارسة الجنس مع الفتيات او الطالبات ليبتزهن أكثر وأكثر، نجد أن الفساد الوظيفي انتشر بكثرة، وإن التحرش فعلياً انتقل من الشارع إلى الدوائر المهمة، وذلك بسبب انفلات الغرائز لدى كثير من المسؤولين وعدم السيطرة عليها وضبطها بالوازع الديني والأخلاقي والإنساني، ولذا فإن هناك حاجة مُلحّة بتشكيل لجنة تحقيق بكل الجامعات لأن هناك بعض الأساتذة وعمداء كليات يستغلون مناصبهم الوظيفية من اجل رغبات وغايات شخصية، ويتورطون بأفعال غير اخلاقية، حتى صارت تنتشر رائحة نتنة بين مؤسساتنا، أما عميد الكلية الذي تحدث البعض عن فعلته القذرة داخل الحرم الجامعي فلا يمثّل شيئاً أمام الواقع وما نسمع عنه. الأستاذ المفضوح، ما هو إلا انموذج لعشرات الأستاذة الجامعيين والتدريسيين الذين ينهجون نفس النهج المعيب، ويبتزون البنت مقابل شهادة النجاح أو الدرجة الوظيفية، والأخيران هما ليسا مبررين للتنازل، والأهم من كل ذلك الجامعات والكليات تحتضن اساتذة نكنُّ لهم كل الإحترام والتقدير.. تعلمنا منهم ومن منهل أدبهم وثقافتهم وأخلاقهم ونصائحهم، أما الفتيات فلسنَ الأكثرية فاسدات بل الأقلية هي التي تعم.
***
ابتهال العربي