أقلام حرة
صادق السامرائي: المرصاد الكوني!!
"وإن ربك لبالمرصاد"
في تسعينات القرن الماضي قالت لي أمرأة عراقية طيبة طاعنة في السن، "إن ربك يمهل ولا يهمل"، و"على الباغي تدور الدوائر "،و"الظلم لا يدوم"، وسترى نهاية الظالمين، إنهم إلى بئس المصير، وكنت أتصور كلامها خيالا، لكن الذي حصل أثبت ما لم يكن في الحسبان، و" إذا جاءت الأقدار عميت الأبصار"، فإنتهى حال الظالم المقصود إلى أسوأ من أقبح خيال.
وإستمعت لكلمة قديمة للرئيس الحبيب بورقيبة مع القذافي أثناء زيارته لتونس وهو ينصحه قائلا بما معناه : " يثور عليك شعب مثقف وواعي خير من الشعب الجاهل"، ودارت الأيام وإذا بالقذافي ينتهي نهايته المعروفة، وإنكشفت أوهامه، وسوء حاشيته، وخداعهم له.
واليوم تردني رسالة من أحد الأصدقاء، عن شخص خان مدينته وفعل ما فعل عندما كان ذو سطوة وقرب من السلطة، وإذا به ينتهي نهاية قاسية، وحيدا في بلاد الإغتراب.
معادلة ثابتة لا تقبل التحريف تسري في الكون، خلاصتها أن العناصر الداخلة فيها تحدد نتائجها، فكيفما تكون نؤول، وما فيك يحدد مصيرك، ولن يخفى ما في الصدور من نزعات ومآرب وتطلعات.
"ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ...وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ"
ويتحقق علمها بنتائج المصير، فالأمور بخواتمها، "وإن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى"
وفعل ما فعل و" سعى في خرابها"، وما تورع ولا إتقى، وحسبها ملك يديه، وستدوم له، وتناسى لو دامت لغيرة ما آلت إليه.
وبعض المدن منكوبة بأبنائها الذين لا ينصفونها ولا تأخذهم الغيرة نحوها، فلا يذكرونها ولا يتعاضدون ويتكاتفون، بل يُظهرون العداوة لمدينتهم وأهلها، وهؤلاء مصيرهم وخيم.
و"تلك الموازين والرحمن أنزلها...رب البرية بين الناس مقياسا"
و"إن الله لايحب الخائنين"
فلا تلومن غيرك إذا كنت من الجاحدين، الموالين للظالمين!!
***
د-صادق السامرائي