أقلام حرة

صادق السامرائي: الشاشة سلطان!!

العالم المعاصر تبلدت فيه العقول، وأصبحت الشاشة تصول وتجول، فالكل لا يعلم والشاشة تعلم، وتلك حكاية إنتصار الآلة على البشر.

لكل سؤال جواب تستحضره الشاشة الصغيرة، فحالما تسأل السيدة كوكول، ستأتيك من كل حدب وصوب بجواب!!

عندما كنا نريد كتابة بحث أو دراسة، نلجأ إلى المصادر الورقية في المكتبات، ونتصفح الكتب والمجلات، وندون بالقلم على الورق، واليوم تجدنا نطرح السؤال ونتلقى الجواب فورا، وبدخول الذكاء الإصطناعي وتسيده على الشاشة، أصبح يقوم بالبحث والدراسة، وما عادت عقولنا ذات قيمة ودور متفوق عليه.

إن العلاقة بين الشاشة الصغيرة والبشر المعاصر، حالة سلوكية غير مسبوقة، وستؤثر على الأدمغة، خصوصا وأن الأجيال الوافدة تتعامل معها منذ سن مبكرة، فلربما ستنسى ما هو القلم وما الورق، لأنها إعتادت أن تكتب على الشاشة، وبضربات على الأزرار، وبهذا ربما ستفقد الكتابة بالقلم قيمتها ودورها في حياة الأجيال في المستقبل.

المكتبات ربما ستتحول إلى ديكورات منزلية، والكتاب فقد رواجه وأهميته المعرفية، وأسلوب الكتابة السابق لا يصلح لأجيال الحاضر، المهتمة بالصورة والمشاهد الفلمية الحية، فالقراءة الورقية ذهبت ريحها، وبعد غياب أجيال القرن العشرين، سيكون النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين، قرن التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، وسيادة الآلة على البشر.

وعندها سيُثار سؤال: لماذا الزواج والمواليد؟

وربما ستنتصر الآلة، وتستعر الحروب المؤججة بآلات وأدوات يتحكم بها الذكاء الإصطناعي، فالبقاء للأقدر تكنولوجيا، والفناء لغيرهم.

فهل نحن على حافات سوء المصير؟!!

***

د. صادق السامرائي

تعليقات (2)
This comment was minimized by the moderator on the site
الاخ د.صادق السامرائي المحترم
نتابع بشغف كتاباتك القصيرة التي ينطبق عليها القول ..مثقال الذهب اثقل وزناًُ من حجارة الجبل..عندما كنت اقوم ببحث شهادة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي بجامعة القاهرة..قال لي الاستاذ الدكتور المرحوم حسين مؤنس .ارغب ان تذهب الى انكلترا لترى هناك نسخة من وثيقة المدينة التي كتبها الرسول بنفسه وغيبتها الخلافة طمعا في السلطة..قلت له هي موجودة في مكتبة الدراسات العليا في جامعة القاهرة..قال لي هذه النسخة مستنسخة من الاصل.ارغب ان تقرأ الاصل بنفسك..والرحلةكلفت مالا وزمن.لكن في الحقيقة الاطلاع على الاساس اساس تصديق العلم الموروث..
اما اليوم فالشهادة تشترى من المكاتب كما هي موجودة عندنا في مكاتب باب المعظم والجامعة الاسلامية في لبنان حتى اصبحت الشهادة العليا الا تساوي أكثر من د. وهو المطلوب الذي به اصبحوا وزراء ونواب وقضاة دون رقيب او حسيب ..اما نحن فقد رمينا خارج التاريخ شكرا لهذه الملاحظة الهامة ..
تحياتي لك ايها العزيز؟
This comment was minimized by the moderator on the site
الأستاذ عبد الجبار العبيدي المحترم
تحياتي وخالص الإعتزاز

تنورنا مداخلاتك الوافية الغناء

عاش ابداعك الجزيل

امنياتي بالصحة وتمام العافية

ودمت مشرقا بالمعرفة والعطاء المميز الأصيل
لا توجد تعليقات على هذه المقالة حالياً.
شارك بتعليقك
Posting as Guest
×
0   Characters
Suggested Locations

في المثقف اليوم