أقلام حرة
صادق السامرائي: المكونات والمعوقات!!
أسمج حكاية ونكتة إنطلت على الناس عبر الأجيال المتواكبة، أن مجتمعاتنا ذات مكونات متنوعة تتسبب بتعويقها، وهي عقبة كأداء في طريق تطورها ورقيها.
ومن المضحك أن الخطاب الإعلامي والرسمي يتمحور حول هذه الفرية المصطنعة، والمرسَّخة في الوعي الجمعي منذ بداية القرن العشرين.
فهل وجدتم طرحا كهذا في المجتمعات المتقدمة؟
هل تساءلتم عن مكونات شعوبها وأعراق مجتمعاتها؟
لو أخذتم أمريكا أو أية دولة أوربية، لتبين بأن مجتمعاتها تضم أناسا من شعوب الدنيا قاطبة، وما يجمعها ويؤمّن حياتها هو الدستور الوطني الذي يحفظ مصالحها، والقانون الذي يضبط سلوكها.
فالمهم في الدول المعاصرة الدستور والقانون، وكل موضوع آخر دونهما، والدول التي لا تزال تتحدث عن المكونات، يغيب فيها الدستور ويُنتهك القانون، فالكراسي محصنة وفوق كل شيئ، وتتصرف بصلاحيات مطلقة، ولا مَن يحاسبها، ويسائلها، ولكي تبقى في مناصبها، تتحدث عن موضوعات بائدة لخداع الجماهير وتضليلها، ونهب ثرواتها ومصادرة حقوقها.
مجتمعات اليوم متنوعة، ولا يوجد تجانس، فالسعي نحو السبائك المجتمعية يقتضي الإختلاف ومزج الألوان ببعضها، لصناعة الكينونة البشرية الأقوى، فإختلاط الجينات وتفاعل العقول من ضرورات القوة والإقتدار المعاصر.
فهل سنستفيق من وهمنا القتّال؟
"وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"!!
و"أنر الزاوية التي أنت فيها"!!
***
د. صادق السامرائي