أقلام حرة
شاكر عبد موسى: الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة
في عالم اليوم التقني المتغير بسرعة، بات هناك الكثير من المسارات التقنية التي تتطلب نظرة أعمق وأكثر خبرة لها، بعض هذه المسارات ناشئة وجديدة كما الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأخرى ناتجة عن التطور المتسارع مثل نمو التهديدات السيبرانية، فيما تظهر سواها كانعكاسات لقضايا لطالما كانت محورية مثل سيادة الدول ومدى امتدادها ووجودها في الفضاء الرقمي.
اليوم تسعى دولة الإمارات إلى تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها في أكتوبر عام/ 2017 من خلال تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية التي تضمن تحقيق المستقبل المرجو، وتتمثل أهداف هذه الاستراتيجية في استخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات وتحليل البيانات بنسبة 100 بالمائة بحلول عام/ 2031، وتحسين الأداء الحكومي وتسريع الإنجاز، إضافة إلى خلق بيئات عمل مبتكرة.
تسعى الإمارات أيضًا لتكون الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها الحيوية المختلفة، بهدف إنشاء سوق جديدة واعدة ذات قيمة اقتصادية عالية.
من جهتها، تعمل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) على استراتيجية تستهدف بناء الأسس اللازمة للحصول على ميزة تنافسية عبر التخصص في مجالات محددة بحلول عام/2025. وبحلول عام/ 2030.
كما تهدف تلك الهيئة إلى أن تنافس على المستوى الدولي وتنضم إلى الاقتصادات الرائدة التي تستفيد من البيانات والذكاء الاصطناعي.
مؤخرًا، أصبحت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أمرًا لا غنى عنه في حياتنا اليومية.. لذا يعد ChatGPT مثالًا حيًا على تطور الذكاء الاصطناعي الذي تم إطلاقه بواسطة شركة OpenAI لقد كانت هذه الخطوة مذهلة ومؤثرة بشكل كبير، وقد تفوقت في التأثير على منصات التواصل الاجتماعي.
في الواقع، يتم استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، مثل البحث والتجارة الإلكترونية والحجوزات واقتراحات المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي وYouTube ومنصات البث المباشر.
يمكننا القول بثقة تامة أننا جميعاً نستخدم خدمات الذكاء الاصطناعي التي تتعامل مع مثل هذه الأمور أكثر من 20 مرة في اليوم.
ومع ذلك، فإن من الجدير بالذكر أننا ننظر إلى ChatGPT ومنتجات مماثلة بطريقة مختلفة تمامًا. يعود ذلك إلى حقيقة أننا نتعامل مع تلك التكنولوجيا بشكل فوري وملموس، بدلاً من أن تكون مختبئة في الخفاء.
إن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهذا ما يستحق أن نأخذه في الاعتبار، اماً عن عملية الحماية، يتطلب ذلك تحديث البرامج والأنظمة بانتظام، وتدريب الموظفين على كيفية التعرف على الاختراقات والهجمات السيبرانية المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتضمن الخطط الأمنية إجراء فحوصات أمان دورية للأجهزة الطرفية والنظم الموجودة على الشبكة، هذه الفحوصات ستساعد على اكتشاف الثغرات الأمنية المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لسدها.
أيضاً، يجب أن تتضمن الخطة الأمنية ضوابط صارمة للوصول إلى الأنظمة والبيانات الحساسة. يجب أن يكون هناك نظام للمصادقة المتعددة العوامل لضمان أن يتم الوصول فقط من قبل الأشخاص المصرح لهم، كما يجب أيضاً تطبيق إجراءات الحماية الكاملة لحماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به.
علاوة على ذلك، يجب أن تتخذ الشركات إجراءات للتصدي للاختراقات والهجمات السيبرانية في الوقت الفعلي.
كما يجب أن تتم مراقبة الشبكة والأجهزة الطرفية باستمرار للكشف عن أي تهديد محتمل، ويجب أن يتم اتخاذ إجراءات سريعة للتصدي للهجمات ومنع انتشارها إلى باقي النظم.
باختصار، يجب على الشركات أن تعتمد على استراتيجية شاملة للأمن السيبراني تشمل الأجهزة الطرفية والشبكة والبيانات، يجب أن تكون هذه الاستراتيجية دائمة التحديث وتأخذ في الاعتبار التهديدات الجديدة والتعدي التكنولوجي الذي يحدث بسرعة.
باعتماد خطة أمنية شاملة، يمكن للشركات تقليل مخاطر الهجمات السيبرانية وتحقيق التحول الرقمي بنجاح.
***
شاكر عبد موسى/ العراق/ ميسان
كاتب وأعلامي