أقلام حرة
علي حسين: أي نور وأي هيثم؟
لا يمرّ أسبوع من دون أن نقرأ أو نسمع عن سرقة القرن، وكيف أن الدولة مهتمة باستعادة الأموال التي نهبت في وضح النهار.. والأموال كما يعرف جنابكم الكريم تقترب من ثلاثة مليارات دولار، وفي كل مرة نسمع جعجعة ولا نرى طحناً على حد قول المرحوم شكسبير أو شيخ زبير كما كان يصر العلامة الراحل صفاء خلوصي.
فأبطال فضيحة سرقة القرن أحرار يتمتعون بما لديهم من أموال وقصور، فيما فضائياتنا تعج وتضج بأناشيد عن النزاهة ومحاسبة الفاسدين ومواقع التواصل الاجتماعي تعجّ ايضا بحكايات من كل شكل ولون ، فيما المواطن يسخر من نفسه وهو يرى ويسمع ان السراق يعيشون في بحبوحة .
في حكاية سرقة القرن استمعنا الى ما قاله السيد رئيس الوزراء في نيويورك من أن "بعض المتهمين بسرقة القرن موجودون في الولايات المتحدة ويحملون الجنسية الأمريكية والبريطانية، وننتظر مساعدة هذه الدول في استردادهم".
لعل أكثر ما يثير دهشة المواطن العراقي المسكين، هي الأخبار التي تناقلتها الوكالات عن إطلاق سراح نور زهير بطل السرقة، والتغاضي عن محاسبة النائب هيثم الجبوري الذي يعد أحد مهندسي هذه الجريمة، والأهم السماح للمسؤولين السابقين المتورطين بلفلفة أموال الضرائب بالسفر بشكل علني ومريح عن طريق مطار بغداد، بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك إرادة سياسية أقوى من الحكومة لا تريد لملف سرقة القرن أن يُفتح وتتناثر أوراقه وأسراره الخطيرة.
تكتفي الحكومة مشكورة بين الحين والآخر بأن تطمئن المواطن فتعرض له صوراً لأموال تمت استعادتها، فيما الواقع يقول إن ما أنعم به نور زهير على الحكومة لا يتجاوز خمسة بالمئة من الأموال التي هُربت إلى خارج االبلاد.
المثير في قضية "الحباب" نور زهير أننا اكتشفنا أن الرجل غني وصاحب شركات وعقارات ولا يحتاج إلى هذه الخردة البالغة ثلاثة مليارات دولار، وإذا كنت عزيزي القارئ لا تصدقني أحيلك إلى تصريح سابق لقاضي النزاهة الذي قال وبالحرف الواحد: "المتهم نور زهير لديه عقارات واستثمارات تفوق المبلغ الإجمالي للأموال المسروقة، ومن المستبعد هروبه خارج البلد بعد خروجه بكفالة مالية قياساً بحجم استثماراته وعقاراته".. فلماذا أيها الكويتب المشاغب تطالب بمحاسبة الملياردير نور، وتطارد المناضل هيثم الجبوري، وتسخر من نزاهة مثنى السامرائي، وتصر أن تقول للمدني حمد الموسوي من أين لك هذا؟، فهؤلاء جميعاً مواطنون صالحون، لم يتحايلوا على الدولة، والمليارات التي حصدوها جاءت من معامل وشركات ومصانع أقاموها خدمة للعراق.
إذن لماذا كل هذه المعاملة الشنيعة لرائدي الاقتصاد والصناعة نور زهير وهيثم الجبوري؟ لا بد أن وراء ذلك دوافع بغيضة ومنها الحسد، وأعوذ بالله من الحاسدين أمثالي.
.............
علي حسين