أقلام حرة
راضي المترفي: ملاحظات قاريء فيسبوك (2)
كتبت يوم أمس عن ظواهر موجودة على الفضاء الأزرق يدينها البعض ويسعى البعض الآخر لتكريسها بقوة مما يولد صراعا خفيا لا يتيح لمدينها الرد رغم رفضه الواضح لها لذا يلجأ لسلوك آخر يعتبر ردا عليها حتى لو كان غير مباشر، ومعلوم أن في الفيس شخصيات فاعلة كثيرة في الجانب الإيجابي تركت بصمتها على صفحاته وحظيت بمتابعات وقراءات وحوارات بين القراء لكن كثرة المرفوض من قبل هذه الشخصيات الفاعلة خصوصا من أصحاب الجنس الأدبي الذي يعملون عليه دفعهم إلى تغير مساراتهم على صفحات الفيس ولو إلى حين عل الأمور تتغيير نحو إلاحسن ومن هذه الشخصيات ..
(١) ابراهيم البهرزي:
شاعر متفرد من شعراء هذه المرحلة ذا بصمة خاصة وذوق جميل في اختيار مفرداته وقدرة تامة على تناول المواضيع المهمة في شعره مع خط شعري واضح يميزه عن غيره لكنه بدأ في الفترة الأخيرة بالتحول من كتابة الشعر على صفحات الفيس إلى الصحافة الفنية التي نجح فيها خصوصا وانه يتناول في كتاباته زمن ما اصطلح على تسميته بالفن الجميل بعد ما رأى أن الشعر تحول من سوق عكاظ إلى سوق (الهرج) .
(٢) نصيف الناصري:
شاعر لا يقل جمالية عن البهرزي حفظا ودراية لكن الفرق بينه وبين البهرزي أن البهرزي وضع لنفسه اطرا مهنية قد تكون أخلاقية ولم يحيد عنها في حين مارس الناصري ضياعا على طريقة (الحصيري) مصحوبا برفيقة أطلق عليها اسم (الشفيعة) تشاركه البعد عن الشعر والضياع والانغماس في بنت الحان واستذكار شعراء المجون وليذهب الشعر إلى الجحيم مادام اختلط الحابل بالنابل على صفحات الفيس .
(٣) تحسين كرمياني:
روائي مرموق ذا بصمة ورأي وسعة اطلاع اذهلته تلال الروايات التي تتعالى كل يوم على رفوف الفيسبوك من دون أن يجد في بعضها بارقة أمل تسمو بالرواية العراقية خصوصا والأدب عموما نحو مسارات تليق به فاغلق شبابيك الرواية في بيته ومارس هذيان الفلاسفة على شكل ومضات ونصائح وانتقادات ربما لا يطلع على أغلبها من سخموا الصفحات الكثيرة بما يطلقون عليه اسم (رواية) .
(٤) أنمار رحمة الله:
قاص مقتدر جميل يميل للغرائبية في كتابة قصصه ويمزجها بالاحلام احيانا اذهله نزف الأحبار وجبال الورق المستهلك في تسطير ما يطلق عليه جزافا (قصص قصيرة) فاشاد لنفسه صومعة في بيته بعيدا عن القص والقصاصين واراح أنامله ووهب قلمه استراحة مقاتل وفتح سمعه على مصراعيه فازدحمت فيه الاغاني الرومانسية وخصوصا الأجنبية منها املأ بأن يشغل صخب ما يسمع عينه وروحه عن النظر إلى ما يكتب تحت مسمى (القصة القصيرة) ولو إلى حين .
***
يتبع
راضي المترفي