أقلام حرة
أحاديث نبوية في التنمية البشرية (1)
مقدمة لا بد منها: السنة النبوية والارتقاء بالإنسان
عندما نتأمل في أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نجدها قد تجاوزت ما وصلت إليه التنمية البشرية المعاصرة ولكننا للأسف لا نقرأ هذه الأحاديث قراءة متبصرة على ضوء الواقع المعاصر فنحاول في هذا العمود اليومي الرمضاني أن نبحر في عوالم هذه الأحاديث و نستخرج منها ما توصلت إليه علوم التنمية ..
و التنمية البشرية من منظور مؤسس مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة محبوب الحق، هي المساعدة في توسيع خيارات البشر وقدراتهم على العيش الكريم وتوسيع المشاركة الديموقراطية والتنمية الاقتصادية والإجتماعية. حيث يعد التطوير والتنمية الذاتية جزء منها.
يقول الدكتور سعد الله المحمدي :" يدرك الناظرُ في سُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم - وقد أوتي جوامعَ الكلم - وفي سيرته العطرة المباركة: أنَّها حافلة بكلِّ ما مِن شأنه الارتقاء بالإنسان والمجتمع البشريِّ، والعناية به روحيًّا وفكريًّا، وعقليًّا وبدنيًّا؛ مما يعنى أنَّ نصوص السنة النبويَّة لا تهتمُّ بجانبٍ واحدٍ فقط للتنمية، بل تهتمُّ بالتنمية الشاملة للإنسان؛ مِن تنظيمِ شؤونِ حياته وأعمالِه بالمبادرات النافعة، ورَسْمِ الخطط الناجحة لتعامله مع الآخرين، ودورِه في إعمار الأرضِ والارتقاء بالمجتمع.
وبذلك سَبَقَت السنة النبوية النظرياتِ الحديثةَ كافَّةً في مجال التنمية البشريَّة؛ لعنايتها الخاصَّة بالاستثمار في العنصر البشريِّ، وتطوير قدراته في مختلف الجوانب، والنهوض بالمجتمع؛ ليصل إلى أعلى درجات الكمال والرُّقِيِّ، والازدهار والتنمية، ولا عجب في ذلك؛ فالسُّنةُ النبوية شعلةٌ مِن مشكاة النبوة، ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إنِّي أوتيت الكتابَ ومثلَه معه) "صحيح الجامع: 2643.
***
الكاتب والباحث في التنمية البشرية
شدري معمر علي