أقلام حرة
ليس دفاعاً عن بوتين أو غيره..
ولكنه حديث عن تعدد المكاييل
قمة الظلم وازدواجية المعايير والاستخفاف بعقول الناس صدور مذكرة اعتقال- مستفزة للدب الروسي- يوم أمس من محكمة الجنايات الدولية لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين!! بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" بسبب تورطه "المزعوم" في عمليات اختطاف لأطفال من أوكرانيا.
وحتى لا تلتبس عليكم الأمور، نحن هنا لا نتحدث عن دولة الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي البغيض؛ بل عن رئيس روسيا التي تواجه الغرب برمته والمحتشد في أوكرانيا ضدها.
كما أصدرت مذكرة باعتقال ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل في مكتب رئيس الاتحاد الروسي، بناء على مزاعم مماثلة.
وهو قرار استقبله بوتين -وكل من وقع في أحابيل الغرب ومكائدهم عبر التاريخ المكشوف للجميع- بالاستهزاء .
متناسية هذه المحكمة المجيرة للغرب ما فعله قادة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وما فعله الأمريكيون في العراق حتى جريمة توريط الغرب لزلينسكي في حرب ضروس غير متكافئة وإغلاق ابواب التفاوض ما أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الطرفين.
ومن يجرؤ على الاقتراب من بوتين! سواء أيدناه أو اختلفنا معه! فليذهب عناتر الكاوبوي وعتاولة الغرب برمتهم إلى موسكو أو أية دولة يزورها بوتين مستقبلاً فيقبضوا عليه إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا! هذه مهزلة المحاكم الدولية الجائرة في ظل تعدد المكاييل..
أنا لا يهمني هنا أن المتهم هو بوتين او غيره بل اتحسر على العدالة المذبوحة، فهذه المحكمة لو كانت تمثل دول العالم فعليها أن تصدر قراراً بحق قادة "إسرائيل" و"أمريكا" من جراء ما اقترفت أياديهم في فيتنام واليابان (هوريشيما وتاغازاكي) والعراق وفلسطين المحتلة بالحديد والنار.
فالقرار يمثل عجز الغرب في مواجهة روسيا التي تحقق انتصارات كاسحة "دفاعاً عن أمنها المنتهك من قبل الغرب"..
ففي عالم الرياء توقع أي شيء يخالف العدالة والمنطق.
***
بكر السباتين