أقلام حرة
بغداد تبكينا ونبكيها
1 - بغداد لا تعرف شيء عن نفسها، ولا نحن عنها، من يدخلها من يخرج منها، بنت من وزوجة من، وعرسها القادم وأ خر المغتصبين، ما تحت بساطها شيء، وما فوقه آخر، لو استعرضنا شعارات احزابها وتياراتها، القومية وألأسلامية، يوم كانت معارضة، للجلاد الذي سبقها، لوجدناها أكاذيب، تفيض عن تاريخ زائف، بعد ان استلمت كامل ادواته، تمارستها الآن بوجشية ثأرية عمياء، فوقف الجوع العراقي معارض لها، في الساحات والشوارع والطرقات، كل ما تريده ملايين العوائل المدمرة، استعادة وطناً كان لها، حينها نهظت بغداد، بكامل عذريتها وطلتها الوطنية، تغسل وجه الأرض، بدماء شهدائها وجرحاها، ومعاناة مقعديها ومغيبيها، وصراخ اراملها وثكلاها وايتامها، فسقطت اقنعة الفضائح، عن وجه الدكتاتور والسمسار، والقناص والمرجع المحتال، جميعهم ملثمون، بملفات الفساد والأرهاب.
2 - العراق على رصيف اللامعقول يكتب وصيته، دولته تمزق سيادتها، حكومته تؤجر نفسها وشعبها، وتتحاصص اضلاع العراق، للبيت الشيعي سلطته التنفيذية، والتشريعية للبيت السني، ورئاسة الجمهورية، للبيت الكردي، والقضائية مزاد لعرض نعش الكرامة، اما حصة العراق، ليس سوى شرطي متقاعد، بيوتات التحاصص، كل له مليشياته، وحصة من داعش، فداعش احدى اهم مؤسسات العملية السياسية، في فوضى التحاصص، فقد العراق حروفه (حدوده) الأربعة، يحده من الشمال (كرديتان!!) ومن الجنوب (ميناء مبارك!!)، وشرقه يبتلع غربه، محافظاته غريبة الأطوار، اربيل والسليمانية، عاصمتي الشمال، النجف وكربلاء، عاصمتي العمة الشرقية للمذهب، وبغداد قضاء تابع للمنطقة الخضراء، او عاصمة بلا مسمى، عراق اللا معقول هذا، لا يملك منه اهله سوى عظامه، والجوع والتاريخ الوجع القديم، وموجة تشرينية بحجم الكون، سيغتسل بها العراق، من اعراض النكبة، بغداد تبكينا ونبكيها، والأرض تبكي دموع الله، حول نعش العدل والأنسان.
3 - تحدث المشاركون في (خليجي 25)، عن كرم البصريين، ونسوا ان 40% من البصريين تحت خط الفقر، في احياء تفتقر للحياة، من اين جاء هذا الكرم، ان لم يكن، من بقايا الرغيف الحافي لخبز الملايين المعدمة، ان لم يكن مسروقاً، فمتى زرعوه وحصدوه، ثم تكرموا به للضيوف، في استعراضات لا تخلوا من السخف، مثل هذا المديح المفرط، جاء اضعافه لكرم المسيرات المليونية، طائفية الشكل الغائية المضمون، سيخسر فيها العراقيون حقيقتهم، لتتوغل المراجع الأيرانية اكثر، في مفاصل الدولة والمجتمع، على حساب الوجود العراقي، لا ضرر من ممارسة، كامل المكونات العراقية، شعائرها وتقاليدها، وتأكيد ثقافاتها وموروثاتها وخصوصياتها، شرط ان لا تكون اهدافها، طائفية عرقية الغائية، وتجنب فرض الذات والعقيدة، عبر المظاهر والألقاب وشعوذة المواطن العراقي البسيط.
4 - على المواطن العراقي، عربي كان ام كردي او تركماني او كلدو اشوري، وعلى معتنقي الديانات التاريخية، مسلمة او مسيحية او ايزيدية او صابئة مندائة او يهودية، ان تتحرر من عقدة، اضطهاد الأغلبيات للأقليات، فليس هناك اغلبية او اقلية، هناك الحق التاريخي للأنسان على ارضه، من خارج موجات الغزو والتدمير، تلك الحقيقة، يجب ان يدركها ويستوعبها المواطن العراقي، قبلها يجب نبذ الفرقة والتمزق والتكفير، الثغرات التي ينفذ منها العبيد، لأستغفال واسعباد الملايين وافساد وعيهم الوطني، ويبقى العراق الآخر، هدف ودليل عمل، لأكمال مشروع التغيير والأصلاح المجتمعي، فالأرض وما عليها وتحتها، حق مقدس للأنسان العراقي، ونبذ خرافة "هذا لي وذاك لك" فالعراق للجمع والجميع للعراق.
***
حسن حاتم المذكور
16 / 02 /2023