أقلام حرة
تبعات الاستهلاك المتوحش
كنت دوما وأبدا مع المقاطعة عند أرتفاع سعر منتج محدد مهما يكن،فأنا وكذلك غيري الكثيرين يعتبرون قفزات الأسعار الغير مفهومة سرقة علنية لمالنا الذي تعبنا عليه حتى كسبناها بعرق جبيننا، وأنا متبع سياسية المقاطعة منذ أكثر من عقدين، لكن ما أن أصيب العالم بوباء كورونا وبات مسجون حدثت هزة عنيفة لدى الكثيرين وبات يشتري أي شيء ويخزنه خوفا من المستقبل، وبعدها جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وبات الكل بين مؤيد ورافض، والحرب دائما تترك بصمة مؤلمة على الجميع، خصوصا ونحن نتحدث عن روسيا الكيان الاقتصادي المهم والحيوي.
كل شيء ارتفع سعره عالميا، وبتنا نجد مراكز تسوق على سبيل المثال في أمريكا وبريطانيا وكندا تختفي فيها رفوف المنتجات منذ الساعات الأولى من كل صباح بل أنهم فرضوا على كل زبون أن لا يشتري أعداد كثيرة من نفس المنتج فقط واحد أو اثنان لبعض المنتجات كالخبز، ونحن الشعوب المستهلكة الغير منتجة أكثر المتضررين.
ما نحتاجه هو الصبر والهدوء ومتابعة مجريات الأحداث، وأتباع خطط استهلاكية ترضي الجميع وليس أتباع خطط تقشفية مؤلمة فلقد مللنا من سماع كلمة التقشف، والاهتمام بالزراعة فلقد اهملنا الزراعة لسبب بسيط وهو أن شحنات المواد الغذائية كانت تصلنا بسعر منخفض وبسرعة فائقة، أما الآن فلقد ارتفعت إلى معدلات قياسية جنونية، وحتى أن قبلنا بهذا السعر نجد من يقدم سعر أكثر حتى يحصل على هذه الشحنات ويخزنها عنده.
***
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا