أقلام فكرية
علي محمد اليوسف: شيء عن فلسفة اللغة
اللغة: من غير المعقول والمقبول ان تكون اللغة رصفا لكلمات خالية من قصدية المعنى. فتعبير العقل باللغة لا ينتج ما لا معنى له. قصدية المعنى باللغة سابقة على شكلها الانتظامي صوت وشكل حروفي دال على معنى ضمن كلمات. والعقل واللغة تبطل فاعليتهما التفكيرية الادراكية عندما لا يكون هناك موضوعا لهما.
شكل الحرف اللغوي هو خاصية رمزية نحوية ما لم تكتمل بخاصية الصوت الذي هو المعنى. ومتى ما اكتسب شكل الحرف دلالة الصوت الخاص به نجده يتحرر من الرمزية ليصبح دلالة معنى تجريدي.
اشار جون سيرل فيلسوف العقل واللغة الامريكي الى تراتيبية علاقة ارتباط العقل باللغة بقوله هما يتوجهان الى الاشياء معا. العقل يتمثل الشيء ويقصده بالتزامن مع استحضار اللغة له. اي في التعبير عنه. ويعتبر جون سيرل هذا التزامن بين العقل واللغة تزامنا (آنيا).
في مداخلة مع هذه العبارة لجون سيرل أجد حقيقة اللغة غير الظاهراتية هي انها (لازمانية). ليس في إعتماد أن الآنية لحظة وقتية منحلة في تحقيب الزمن الارضي الى ماض وحاضر ومستقبل. (الآنية) حاضرا هي لحظة لا زمنية كما اشار ارسطو لذلك.
بل واذهب اكثر أن اللغة لازمانية لانها تعيش زمانا لا نهائيا ازليا غير محدود بحدود ادراكية ولا يقبل القسمة على نفسه او التجزيء. فالزمن واحد أينما وجد شيء في الكون يلازمه وليس ملازمة وقتية في الطبيعة الارضية وفي عالمنا الخارجي. عليه فأن الآنية لا تدرك بغير زمانية مغايرة لها حتى وإن كانت هي في حالة سيرورة من انحلال انتقالي من الحاضر كتحقيب وقتي الى سيرورة خارج الزمن النسبي الارضي.
لا زمانية اللغة الذي ذهبت له هو نابع من استحالة حضور لغة لا يزامنها الزمن وليس من عدم مزامنة وحضور الزمن في ملازمة معها.. قد يبدو كلامي متناقضا غير مقبول. لكن لو نحن أخذنا برأي جون سيرل علاقة اللغة بالزمن هو آنية وقتية حاضرا زائلة فهو يدرك جيدا أن الآنية هي تحقيب وقتي منحل متلاش وليست زمنية حاضرة بمفهوم الزمن بل في تحقيب الوقت ارضيا. الآنية حالة من الانحلال والتلاشي في كل من الماضي والمستقبل. بمعنى اكثر وضوحا وصرامة لا وجود لزمن يسمى الحاضر.
وحول إجابة سيرل حول سؤال الاسبقية التراتيبية بين العقل واللغة فهو أعطى اولوية العقل على بعدية اللغة. وكان مصيبا تماما. وحول علاقة الكلام باللغة فهو يحيلها الى وجوب فهم آلية ارتباط المخ او العقل باللغة بايولوجيا في دراسة فسلجة وعلاقة ارتباط الخلايا المخيّة بانتاجية اللغة. وأجد أن كل تعبير لغوي هو فلسفة تنتسب للعقل قبل انتسابها لخصائص اللغة. بمعنى العقل جوهر لغوي تجريدي وبايولوجي فيزيائي عضوي ايضا. لذا أجد بعض التحفظ بتمرير عبارة سيرل اللغة فرعا من فلسفة العقل بل اللغة هي تمُثل فلسفة العقل عن الوجود كاملة. مصداق ذلك تعبير سيلارز الوجود لغة. اروع عبارة تعبير فلسفي قرأتها لسيلارز عن ماهية اللغة وليس البحث في وظائفها.
بأي معيار نتكلم عن ما فوق اللغة؟
هل المعيار وجود لغة يدركها العقل ويتعامل مع الوجود بها ومن خلالها؟ هل ما فوق اللغة هي لغة فطرية أم مكتسبة من لغة قبلية سابقة عليها ويتبادلان التخارج بينهما أم لكل منهما له استقلاليته النحوية وضوابطها الخاصة بها؟ لا أعتقد ان ما فوق اللغة تستطيع الغاء اصلية وقبلية اللغة الام التي إنبثقت عنها. يوجد فرق كبير بين الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة وبين القول بفطرية اللغة. الفيلسوف وعالم اللغات الامريكي في نظريته التوليدية نعوم جومسكي مّيز وأعطى تفريقا بين الاستعداد الفطري للغة وهو الارجح على أن تكون اللغة فطرة قبلية غير مكتسبة حتى في بداياتها عند الطفل.
واذا ما كانت اللغة حسب فلاسفة اللغة وعلوم اللسانيات ونظرية المعنى يعتبرون اللغة تضليل العقل في ازدواجيتها التعبير عن المعنى. فمن يكون اصدق تعبيرا واقعيا حقيقيا ملزما لنا اللغة أم ما فوق اللغة؟ هل اللغة منطق عقلي أم هي جملة قواعد وضوابط نحوية خاصة بها يتم استيلادها بتطور اللغة ذاتيا؟
اجد وهو رأي شخصي أن ما فوق اللغة هي استعداد فطري لاكتساب اللغة وتعلمها. من جنبة ثانية فالادراك العقلي الشيئي لموضوعاته في التعبير اللغوي عنها ليس هو المطابقة ما بين الدال والمدلول بل العقل لا يدرك ذاته بوسيلة شكل اللغة بل بالتفكير الاستبطاني المضموني المتعالق بشكلها الرمزي الحروفي المجرد. شكل يتالف من صوت ومعنى. وما لا تعّبر عنه اللغة لا يكون موضوعا للعقل باستثناء ما ذكرناه ادراك الفرد لذاته يكون صمتا تفكيريا لغويا. الادراك العقلي لأي شيء يتألف من موضوع ولغة تعبير عنه.
نظرية السلوك اللفظي
صاحب نظرية السلوك اللفظي هو بوريس فريدريك سكينر في القرن العشرين شغل كرسي تدريس الفلسفة في جامعة هارفارد. يعتبر سكينر بكتابه (السلوك اللفظي) عالم لغة ونفس وبذلك مهد الطريق امام فيلسوف وعالم اللغات نعوم جومسكي في اختراعه النظرية التوليدية باللغة. سكينر اراد تحويل السلوك الى تجارب تطبيقية في تعلم الطفل مفردات التعامل مع الحياة بوسيلة اللغة. سكينر يعتبر السلوك اللغوي هو كغيره من انواع السلوك يصدر عن شخص في مرجعية النفس والرغبة في التعبير عن موجوديته ضمن مجتمع يحتويه. كما يعتبر سكينر حسب نظريته في السلوك اللفظي أن اللغة لها وظيفة ذات معنى. فنحن نحاول على حد قوله بشتى الطرق أن ننشيء طفلا قادرا على التواصل لفظيا ويردد كلمات لها معنى. أعتقد توليدية جومسكي اللغوية أنكرت تعلم اللغة بسلوك مرجعيته علم النفس التي قال بها سكينر وليس تعلم اللغة استعداد فطري بايولوجي في اهمية تطور حنجرة الانسان واللسان لفرد يعيش في مجتمع.
التراتبية بين العقل والوجود والماهية
في عبارة للفلسفة الوجودية ان (الوجود يسبق الماهية) هنا المقصود بالوجود ليس مفهوم الوجود كمطلق خارج ادراك العقل لا موضوعا له ولا ادراك لماهيته. وإنما هنا في العبارة الوجود هو الموجود (الانسان). ولو حاولنا إجراء مقارنة تراتيبية اسبقية بين الوجود والماهية فاننا نجد دقة وصواب العبارة الوجود او الاصح الموجود يسبق الماهية. وجود الانسان يسبق ماهيته وتفكيره. يمكننا تلخيص الاشكالية التراتيبية بين الموجود الانسان وماهيته بكلمتين. الوجود هنا يقصد به التعبير عن الانسان كموجود (ثابت) والماهية سيرورة من التغيّر المستمر للذات.
الانسان وجوده الثابت هو معطى بالفطرة البايولوجية. بينما حقيقة الماهية كجوهر انساني باختلاف عن جميع الماهيات في موجودات واشياء العالم الخارجي، هي سيرورة من تصنيع الانسان لماهيته الذاتية المتعالية نحو الارقى باستمرار.. لهذا يكون الثبات في الانسان كموجود سابق على ماهيته المتغيرة كتصنيع ذاتي مستمر من سيرورة متطورة تلازم الانسان مدى الحياة..
واذا قلنا (العقل يسبق الماهية) فتكون العبارة حسب تحليلنا السابق في منتهى صواب ودقة التعبير. اما قولنا الجسد يسبق الماهية يكون بالقطع خطأ لا يمكننا تمريره حتى عند الانسان والسبب ان الجسد متعيّن انطولوجي ايضا ثابت موجودا وليس (ثباتا) ماهويا محال أن يكون. فالماهية كما اوضحنا ميزتها التغيير المستمر في مسار من السيرورة الخاضعة للذات والعقل.
الفرق الذي يساء تفسيره بين ثبات كينونة الانسان كموجود جسمانيا وليس ماهويا. والماهية الانسانية سيرورة بنائية للذات غير متوقفة مستمرة. التفسير القاصر هو الذي يعتبر الجسم ماهية!! مثلما تقول بابتذال غير مسيطر عليه النفس هي الجسم او الجسم ينوب عن تمثيله الذات.
ربما يتبادر للذهن تساؤل لماذا نعتبر جسم الانسان وماهيته وصفاته الخارجية هي دلالة واحدة في التعبير عن كينونته كموجود؟. ولا نعتبر جسم الحيوان كذلك؟ الحيوان لا يمتلك ماهية لان الماهية جوهر عقلي في وعي الذات لمجاوزة نفسها نحو الافضل في تراكم خبرة بنائية كما هي عند الانسان. بينما الحيوان لا يمتلك وعيا (لذاته) كي يقوم بتصنيع ماهية ذاتية خاصة به تطوريا نحو الارقى بحياته. لذا الحيوان جسم يعيش ليأكل. وليس كما يفعل الانسان بوعيه الذاتي في مشروع بناء. جسم الحيوان بصفاته الخارجية وغياب وعيه لذاته يترتب عليه يكون بالضرورة البايولوجية لوجوده كائنا بلا ماهية.
العقل خاصية الذكاء لديه هي في امتلاكه وعي ذاته وفي خاصية تصنيعه لذاته تطوريا نحو الافضل بالحياة في تكوين ماهيته. وعي الذات لدى الانسان يتمثل في وعيه الزمن ليس كمطلق كونيا ولو انه حتى بهذا التوصيف خطأ اذ مع نسبية انشتاين 1915 لم يبق مطلق زمني لا عند ارسطو ولا عند نيوتن. بل بقي وقت لازمني هو تحقيب ارضي يقوم على ملاحظة التغييرات المناخية وهو ما لا يمتلكه الحيوان.
ربما يعترض أحدهم متسائلا أن بعض الحيوانات تمتلك حاسة تنبؤية بحدوث بعض الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والاعاصير وغيرها قبل احساس الانسان بها. والرد على ذلك ان الحيوان صحيح يسبق الانسان في الخاصية التنبؤية للظواهر المدمرة التي تحدث بالطبيعة لكنه اي الحيوان يعجز مجاراة الانسان في وعيه التوقيت الزمني والتغيرات المناخية وحدوث الفصول الاربعة فيزيائيا وليس زمنيا التي اثبت علم الفيزياء الحديث ان تلك الظواهر لا تحدث بفعل تغيرات زمنية بل تحدث نتيجة تغيرات فيزيائية مناخية مصدرها دوران الارض حول نفسها وحول الشمس كذلك دوران القمر حول الشمس ومن احدى نتائج هذه الظاهرة الفيزيائية الثابتة ان جاذبية القمر هي وراء حدوث المد والجزر بالبحار. وكلها تحدث فيزيائيا خارج نسبية الزمن..
والعقل سواء في معناه البايولوجي كعضو يتسّيد كينونة الانسان كموجود خاصيته الماهوية التفكير حسب تعبير ديكارت. اعتبر ديكارت خلود العقل والنفس دلالة عن مصير واحد يجمع بينهما. توصيف ديكارت ان خاصية العقل التجريدي والبايولوجي معا هو خاصية قدرته التفكير بالتعبير عن الاشياء والموجودات كان تعبيرا فلسفيا غير دقيق يجانب التفلسف الصائب من حيث أن (ماهية) الانسان ليست هي (تفكيره) في التعبير اللغوي.
وكذلك كان ديكارت غير موفق فلسفيا في اعتباره العقل والنفس جوهرين خالدين. فهو لم يميّز بين العقل كعضو في تكوين جسم الانسان البايولوجي، وبين العقل كخاصية تفكير تجريدي بالتعبير عن الاشياء ومدركاته. فالخلود يكون حصرا بافكار العقل وليس في بايولوجيته الفانية بالموت الذي يطال جسم الانسان كاملا.
الشيء الاخر لم يميّز ديكارت بين النفس الفانية وبين الروح الخالدة. وقوله النفس جوهر خالد خطأ جسيم اذ النفس خاصية جسمانية بيولوجية قابلة للفناء الوجودي ولا ينتظرها خلود بعد فناء الانسان.
ولو نحن عدنا الى التراتيبية بين العقل والماهية في الاسبقية لمن؟ هل العقل يسبق الماهية أم الماهية تسبق العقل؟ واذا اخذنا المقايسة المعيارية بينهما في خاصية (الثبات) للعقل والسيرورة التغييرية(للماهية) لقلنا بلا تردد لحظة واحدة الاسبقية التراتيبية هي للعقل. اذ من الصعوبة تعيين محدودية للماهية التي هي تصنيع ذاتي متغير خلاف العقل بصورتيه البايولوجية وخاصيته التفكيرية.
الفكر والمادة
إذا كان هناك خاصية ينفرد بها الفكر تراسندتاليا (متعاليا) على الواقع فهي أنه يتطور ويتغير أسرع من التغييرات ألحادثة في واقع الحياة المادية وعالم الاشياء من حولنا في الطبيعة، بمعنى الفكر يدرك الموجودات بالوصاية العقلية عليها بما يجعل من هذا الاخير(الواقع بموجوداته) تابعا للفكر الذي يتقدمه في نفس الوقت الذي لا يمكن القفز من فوق حقيقة أن الواقع المادي للاشياء هو مصدر إلهام الفكر وسابق عليه وليس العكس. فالفكر لا يصدر من فراغ أي بلا موضوع يدركه حسيّا او خياليا سابقا عليه. تبدو مفارقة متناقضة حين نقول الفكر يتقدم الواقع المادي في التقاطع مع/ والخروج على النظرة المادية ونسقط في تعبير مثالي حين نجد الافكار تجر الواقع وراءها على الدوام، في حين الحقيقة أن الواقع في موجوداته المستقلة أنطولوجيا هو محرك الفكر المحايث له ماديا جدليا السابق على الفكر المنتج لاستثارة ادراكه العقلي، والأفكار في الوقت الذي تدخل جدليا (تكامليا معرفيا) مع موجودات الاشياء فهي تسابقها من أجل تغييرها وتطويرها بعد معرفتها وإدراكها عقليا، وتتطور هي ذاتيا أيضا بعلاقتها الجدلية مع تلك الموجودات. العلاقة بين المادة والفكر تكامل معرفي لكليهما في التقدم والتطور.
والافكار التي تحاول تغيير الواقع جدليا متخارجا مع موجوداته تتطور هي الأخرى في جدليتها المتعالقة بها. فوجود الشيء أو الموضوع المستقل ماديا أو خياليا يعالج من قبل الذهن فكريا في العقل البايولوجي قبل الأفصاح عن وجوده المادي في عالم الاشياء بواسطة تعبير اللغة عنه كموجود في العالم الخارجي او موضوعا متخيّلا. الموجود يسبق الفكر لكنه لا يلزم العقل إدراكه.
الموجودات في العالم الخارجي لا قدرة لها الإفصاح عن نفسها دونما الإدراك العقلي لها والتعبير الفكري لغويا عنها. وكذا نفس الحال مع المواضيع المصنّعة خياليا. فنحن نفهم الصمت تفكيرا إستبطانيا داخليا ذاتيا ولا نفهمه تعبيرا لغويا تواصليا صوت ومعنى دلالي. صمت اللغة في ضروب الفنون والادب تواصل إيحائي تكون فيه لغة التعبير في حالة كمون بمعزل عن خاصية ملازمة الصوت للغة. وهذا يختلف عن صمت الانسان وإمتناعه التعبير عن تفكيره باللغة المكتوبة أو بالكلام في حال إدراكه أن لا فائدة من التعبير اللغوي. وتاكيد ذلك في تعبير لوفيدج فينجشتاين قوله حين نعجز التعبير بوضوح يكون الصمت أجدى.
ليس الواقع الوجودي للاشياء هو الإنعكاس الميكانيكي في تعبير الفكر واللغة عنه، وأنما الموجود بعد إدراكه حسّيا وعقليا يتم تخليقه ثانية بالعقل بما يطلق عليه كانط مقولات العقل. والاشياء التي يعمل العقل على تطويرها ينعكس هذا التطور الواقعي على الأفكار التعبيرية عنها فتتطور هي ايضا. بمعنى أن الواقع الذي يتطور بفاعلية الفكر يقوم هو الآخر بتطوير (ذاته) واقعيا ماديا ليبقى الفكر يتقدم الواقع في تخليقه له على الدوام ولا يتقدم عليه في أسبقية وجوده على الفكر..
المعنى بين الفكر واللغة
هل يخطأ العقل بالتفكر قبل خطأ اللغة في نقلها تصورات العقل لموضوعات ادراكه؟ عبقرية اللغة سابقة على عبقرية الفكر رغم الخاصية التداخلية بين الفكر واللغة. عبقرية اللغة سابقة عبقرية الفكر رغم ان انتاجية العقل للفكر يسبق تعبير اللغة عنه. من المحال ان يستطيع العقل التفكير بغير اللغة. كما لا يستطيع العقل نقل تصوراته الادراكية باللغة التي من المحال الفصل بينها وبين الفكر وكلاهما انتاجية عقلية. وفي حالة الصمت اللغوي لا يمكننا تصور تراتبية اسبقية التفكير على اللغة.
اللغة ليست شكلا تعبيريا خاليا من مضمونه القصدي المعرفي الذي هو محتوى الشكل اللغوي. وتفترق اللغة عن الخيال التصوري العقلي اللغوي والتمايز الاختلافي في الدلالة بينهما متى ما اصبح موضوع الخيال واقعا ماديا.
خطأ اللغة هو خطأ تفكير العقل. وحين تكون حقيقة الفلسفة التي اشار لها التحليلين المنطقيين تتلخص مهمتها في توضيح قضايا العلم فهذا التقزيم التبعي للغة الفلسفة امام قضايا العلم غير كاف. الحقيقة التي يجب ان لا تقاس بالحجوم ما بين العلم واللغة تكون اللغة عامة ولغة الفلسفة خاصة اشمل من الاهتمام بقضايا العلم كي تؤكد حقيقتها الملتبسة امام العلم.
تحليل اللغة بعيدا عن التطرق الى مضامينها وحواملها يجعل من اللغة نسقا شكليا مستقلا عن الحياة وهذا ما اكده جورج مور وفينجشتين المتاخر. كلاهما اكدا اهمية مضمون ما تهدف له اللغة تعبيرا قبل شكل الصياغة اللغوية.
***
علي محمد اليوسف