أقلام ثقافية
توفيق التونچي: شاعرتان من بوسنيا

الشعر البوابية المشرعة للأدب فيها يجتمع جميع معاني الكلمات من كلمات محبة إلى كلمات ثورية وناء سلام وحرب. التقيت اليوم شاعرتين من بوسنيا تسكنان اليوم في هذه المدينة المسالمة والتي تكنى ب أورشليم السويد لكثرة الكنائس فيها ولسواد التسامح والمحبة بين أهلها الكرام. البيت الثقافي اتحاد طوعي لأدباء المدينة يلتقي فيها محبي الأدب في مقرهم الواقع وسط المدينة وفيها مكتبة عامرة يقوم على أدارتها مجموعة طيبة من الأدباء ومحبي الأدب وينظمون مهرجان الشعر الدولي كل عام في شهر أيلول يجتمع فيه شعراء من جميع أنحاء العالم.
الشاعرة البوسنية سانيا أخذتنا بصورة مباشرة إلى أجواء الحرب والمآسي التي أتت بها على شعبها في بوسنيا. الحرب ونتائجها لا يمكن نسيانها بسهولة وتبقى عالقة في الذاكرة الجمعية للشعوب. توثيق تلك الأيام العصيبة كتجربة إنسانية للأجيال القادمة مهمة إنسانية وتقع المهمة على عاتق الأدباء.
قدمت الأمسية الأديبة (انيتا هوگلوند) وشاركت في الأمسية كذلك شعراء من استمعنا من أصول مهاجرة واستمعنا إلى أشعار بالعربية والنرويجية والبوسنية وكذلك باللغة السويدية. وكانت للموسيقى مكانتها والغناء في فرقة موسيقية قدمت قطع موسيقية وغناء باللغة الإسبانية شارك فيه جوفاني، سيمون وعازف القيثارة الرائع ليو.
الشاعرة؛ سانيا سينانوفيتش
أشباح
كانت والدتي تذهب إلى إمام مسجد القرية مرة في الشهر
ليست فقط هي بل أيضا نساء أخريات
بسبب الأطفال أو الأزواج أو حتى الأبقار
كانت تعود دوما إلى المنزل ومعها لفافات من الورق
كانت تضعها بين حوافي الباب
تلقيها تحت السرير، تخيطها في الفساتين حتى ولو ليلة واحدة
لكن حين جاءتني امرأة مجهولة في المنام وقالت يجب أن أحرق كل اللفائف أمام شجرة الكرز الخاصة بنا
وبينما كانوا يحرقونها خرجت الأشباح من النيران
الأبقار الحوامل، والنساء التعيسات، الرجال، الأطفال السكارى وأخيراً خرجت أمي
الفتيات لا يلتزمن بالوقت
تحت مظلة الغابة الحديدية وضعت يدي على جبين شابة
لقد كان الواقع يقودني إلى الجنون
لقد نضج الخوف كثيرًا حتى اخترق الضلوع
هبت الرياح وحملت معها الأغصان المكسورة في الغابة
خلال الليل المظلم أنا ذاهب، أشعر بالأشجار لقد قادوني من وقت إلى آخر
أرتجف بين عالمين في إحدى المرات، تم وضع النساء القلقات في غرف الغاز
***
الشاعرة مدينه بيسيتش
تأخذنا الشاعرة مدينه بكلماتها إلى عالم الأحلام ونجد فيها نوعا من التصوف مليئة بأحاسيس المحبة والكثير من الإيجابية. حتى حين تلقي الشعر هناك بسمة غريبة على محياها كانّها تقول لا تموت الأمل ما دمناً أحياء.
وحيدة مع القهوة
عظيم أوه، أنت الجمال الأبدي
نادوا أولاً
حظ مجرب
اختيار جيد
*
مُغْمَرٌ بِالْحَنَانِ
الشوق لا يجف أبدا
قف بثبات!
الألم مدفوع بعيدا
المعرفة المقدمة، طعمه حلو
لا يمكن الإطاحة بالسلطة
كلمة قوية
قلم لا ينضب
حديقة غنية
الماء الساخن
النعمة متناثرة
اللطف اليومي
شهود على وجودك
***
د. توفيق رفيق التونچي - السويد
٢٠٢٥
....................
https://jonkopingslitteraturhus.se/