أقلام ثقافية

عبد الباقي قربوعة: معمودية الثلج آخر اللوحات المفقود لدافينشي

معمودية الثلج آخر اللوحات المفقود لدافينشي نص يهدف إلى مقاربة ثقافية وفنية ودينية بين الشرق والغرب، في محاولة إدارة مصالحة حضارية، فاخترت للخوض في هذا الحوار البوابة الفنّية، على أساس أن الفن مرتبط بالعفوية والصدق، مقارنة بالتقارير السياسية التي عادة ما تكون متحيّزة وأحيانا متواطئة، وفي الكثير من الأحيان أنانية وظالمة.

الرواية انطلقت أساسا من فكرة كاريكاتيرية، حين وضعت تحت رأسي - ذات ليلة - كتاب المناظر لأبن الهيثم وتغطّيت بلوحات دافينشي، ثم رحت أفكر في مفهوم (المنظور وعلاقته بالفن)، فوجدت نفسي أنشّط حوارا بين دافينشي وابن الهيثم، وحتى أُقَوِّل دافينشي من خلال لوحاته كان من الضروري أن أفكر بعقله، وكذلك فعلت في توظيف ابن الهيثم وما له صلة بالمنظور والعلاقة التي تربطه بالأطروحات الهندسية الفنية، وأحيانا أمزج بين العقلين لأصنع محاكاة كونية زاخرة بالمعارف والفنون، مستثمرا في ذلك الخطابات الفنية التي تنطوي عليها لوحات دافينشي، ومن جهة أخرى حاجتها إلى مفهوم المنظور ونظرياته لابن الهيثم، كتلازم فنّي مرتبط بالحالة الفنية التي تجمع بين ابن الهيثم ودافينشي في نظرية كل منهما.

لتجد الرواية نفسَها تقارب بين الدين والفن والمعرفة، وعين القصد حوار الأديان من خلال الثقافات التي توحّد بينها القاعدة الفنية العامة (الفائدة واللذة والجمال) كمبتغيات روحية مشتركة بين الشعوب.

اختارت الرواية لأحداثها متحف اللوفر ومدينة فلورنسا على وجه أخص، وأزمنة ذات علاقة تاريخية بما تطرحه الرواية من المعاني، ورصيف فلورنسا كأهم رمزية للتواضع والبساطة، حيث انطلقت منه أفكار نبيلة وأعمال فنية راقية.

 وفي الرواية شؤون أخرى لا يمكن حصرها في ملخص هذه الأسطر.

***

عبد الباقي قربوعة

 

في المثقف اليوم