أقلام ثقافية
شاكر فريد حسن: رسالة الشعر في يومه العالمي
في الواحد والعشرين من آذار الجاري صادف يوم الشعر العالمي، وهو مناسبة يحتفل فيها العالم بفن الشعر، الذي يعد أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، فضلًا عن الاحتفاء بالشعراء المبدعين الذي تحظى اسهاماتهم بتقدير عميق وكبير.
إنه يوم مكرس للإلهام والإبداع والتثقيف وتقدير المشاعر الإنسانية التي يمكن أن يخلقها الشعر، وتكوين علاقات ذات مغزى، وتوسيع مدارك الفرد حول التاريخ والثقافات، ومنح الشعراء التكريم لتألقهم الإبداعي، وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية.
والاحتفال بالشعر هو إنصات للصوت الرقيق الهادئ الهامس للإنسان، لصوت دواخله، الصوت الروحي الوجداني الذي كلما علا وصدح إلا وصدحت مع مشاعر المحبة والسلام والتسامح. فهو الصوت الداعي باستمرار إلى إنسانية الإنسان، والانتصار لقضاياه، في معارك الحرية والحضارة والخلاص من القهر والظلم والاستغلال.
إن الحاجة للشعر تتعاظم من أجل ان يعيش الإنسان بسلام على هذه الأرض، فهو الصوت الخفي الوامض داخل الإنسان، وطوق النجاة من الظلاميين وزارعي الأحقاد والكراهية ومشعلي الحروب، وهو قناعتنا وإيماننا بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة – كما قال درويشنا.
والاحتفال بالشعر هو دعوة للإنسان كي يرى صوته في مرآة وجوده، فجذوة الشعر وناره لا ولن تنطفئ، وإن خبت بين حين وآخر، إذ أن الشعر هو الوجه الأكثر صفاءً ونقاءً للإنسان في مسالك ودروب الحياة الوعرة، وفي عالم مليء بالألغام.
والشعر هو الأقرب إلى مشاعر الأفراد ومطالبهم وآمالهم، والمجسد لطموحاتهم، والمعبر عن أحلام الشعوب المقهورة ويمدها بالنفس والشجاعة والمقاومة من أجل تغيير العالم والمناداة بالمساواة، واحترام الهويات الثقافية والمعرفية.
والشعر هو صوت الحب الذي تريد قوى وأصوات الظلام والإرهاب أن تخنقه وتكتمه داخليًا في نفوسنا. فلنواصل كتابة الشعر ولنحتفل به إعلاءً لصوت الحب، الذي لا صوت يعلو عليه، ونشر ثقافة التسامح والمحبة والامن والسلام في شتى أصقاع الدنيا وأنحاء المعمورة، وكل يوم عالمي للشعر والبشرية والشعراء بألف خير.
***
بقلم: شاكر فريد حسن