أقلام ثقافية
أناندي ميشرا: عري الجسد والعقل والروح
بقلم: أناندي ميشرا
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
التعري ليس حالة جسدية، ولا يمكن إدراكه بالعين البشرية، ولا هو ظاهر في محيط جسم الإنسان.
إن التعري هو حالة بسيطة وغير مريحة ومقدسة للحواس البشرية. هناك حيث أستطيع أن أشعر بكلماتك مثل الريح ضد وجهي، حيث يمكنني الجلوس والاستماع إليك إلى ما لا نهاية ويمكننا أن نجمع نظراتنا معًا في سماء الغسق، حيث يمكنني الاستماع إلى حفيف أوراق الشجر، حيث أستطيع أشعر بفرشاة شعرك الناعم على بشرتي.
إن التعري، بالنسبة لأي عقل ضعيف، يعني إزالة الغطاء الجسدي والتعرض للعالم. لكن بالنسبة لي، كوني عارية الجسد، وعارية، يكمن في حقيقة أنني أستطيع أن أفتح نفسي لإنسان آخر دون خوف من الحكم. هذا يعني أنه يمكنني أن أترك الأمر كذلك. أستطيع أن أترك محادثاتنا تتدفق، مهما كانت مضطربة أو غير مرتبطة أو حساسة، دون أن تتم مقاطعتك أو استجوابك أو الحكم عليك.
أستطيع أن أقول أنه بالنسبة لي، كوني عارية يعني أن أتمكن من تقشير مشاعري طبقة تلو الأخرى، عندما أزيل جلدي الميت، عندما يمكن إزالة الألم بالشمع بمجرد التحدث حتى الساعات الأولى من الصباح وبعد ذلك ربما. النوم في حضنك، مسترخية وهادئة، وتتمتع بهزة الجماع المُرضية والمريحة عاطفيًا.
عندما يحدث الكثير بداخلي ويرى العالم ببساطة أنني سمراء، أريد من هذا الشخص أن يرى السبب وراء البشرة المسمرة، والمشاعر المضطربة، والرغبة الشديدة التي لا نهاية لها، والأشياء الصغيرة التي تؤلمني، والمحادثات السطحية التي تخون؛ عندها أستطيع أن أكون صادقة معك ومع نفسي، وعارية أمامك عندها أستطيع أن أكون صادقة معك ومع نفسي، عارية أمامك.
إنه أمر يحررني أن أكون عارية، دون كل المخاوف من إخفاء ندباتي، وكشف كل ما مررت به، والشعور بعدم الاضطرار إلى قمع المشاعر، فقط الذوبان في عقل الآخر مثل حلوى القطن.
أن أكون مختنقة، فقط بصمت الكلمات وحديث العيون، وذلك عندما أشعر بالعري أمامك، الشعور الواضح بقدرتك على الدخول في بشرتي، وفقدان حراستي عندما تكون معك، وحقيقة أنك قادر دائمًا على التذوق والبلع، بنفس سهولة كل فكرة من أفكاري وكل تجربة من تجاربي، وقدرتك على جلب الراحة لي في أوقات الغضب، وهذا وحده يمكننى من تهدئة العواصف في داخلي.
ربما لا تزال الأسئلة المزعجة قائمة، لكن حقيقة أنك تستطيع فهم كياني هي ما يمكن أن يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب، لأنه فقط بسببك استطعت أن أكون على قيد الحياة، وقد أشعر بين الحين والآخر بأشياء جديدة وتنمو بداخلي؛ سهولة العيش مع نفسي. إن وصفك بالصديق سيكون بمثابة استطراد وبعيد كل البعد عن الواقع. لذا، أدعوك بسيرتي الذاتية، وأسميك جزءًا مني، وأدعوك - أنا، لأنك جزء مني بقدر ما أنا جزء من هذا الكون.
صُمم هذا الرسم التوضيحي بواسطة صديق فنان تشكيلي لمرافقة هذا المقال. قد يكون لدي نسخة مادية من هذا أيضًا، في مكان ما.
***
..............................
الكاتبة: أناندي ميشرا/ Anandi Mishra كاتبة وناقدة مقيمة في دلهي. كتبت لمنشورات عديدة من بينه:
The Atlantic، Los Angeles Review of Books، Virginia Quarterly Review، وPublic Books، وAl Jazeera
وأماكن أخرى. وهي مراسلة سابقة لصحيفة
The Times of India و The Hindu.