أقلام ثقافية
منتجعات التزلج على الثلوج تحت رحمة التغيرات المناخية
من آثار ظاهرة الاحترار العالمي وتغير المناخ التي تضرب كرتنا الأرضية : تراجع التساقطات الثلجية وانحسار مساحات الغطاء الثلجي وتقلص حجم الكتل الجليدية وتغير توقعات بدء وانتهاء موسم الثلوج، الامر الذي انعكس سلبا على النشاطات السياحية والرياضات الشتوية التي تمارس في المحطات والمنتجعات الثلجية المنتشرة في الجبال بأمريكا الشمالية وأوروبا وغيرها، وخصوصا تلك الموجودة على مرتفعات منخفضة، مثل التزحلق على الجليد (السكي) والانتقال بالتلفريك وركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب وغزلان الرنة والهبوط بالمظلات وركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة ومشاهدة مختلف المسابقات والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
و قد استخدمت قاذفات الثلج العملاقة العالية الكلفة في الكثير من المحطات ومناطق التزلج على مستوى العالم لتوفير الثلج الصناعي اللازم وبخاصة لمسارات التزلج (نحو 95 %) منها، وللتغلب على المشاكل أو التخفيف منها، ولتدارك الخسائر الجسيمة التي تمنى بها سنة بعد سنة. كما تفعل (80) في المائة من محطات التزلج السويدية غير المرتفعة خلال العقود الثلاثة الماضية بحسب (الجمعية السويدية لمحطات التزلج 2015) التي تضم (200) منتجع ومحطة موزعة في (لابلاند، يامتلاند، أوه، دالارنا، هارييدالن) وغيرها. أما المحطات التي لم تتحمل التكاليف الباهظة لهذه القاذفات فقد أقفلت وصارت تستقبل بعض السياح من هواة التزلج على الجليد. ولكن من أجل القيام بنزهات والخروج بجولات اعتيادية فقط، لاسترجاع الذكريات بين ربوع الجبال التي اعتادوا على مشاهدتها موشحة بالثلوج البيضاء الخلابة. كما حصل بالنسبة لسبع محطات تزلج من أصل (30) في منطقة (داليكارلي) ومنذ عام 2008.
و يؤخذ على عملية تصنيع وتوفير الثلوج على هذا النحو استهلاكها العالي للطاقة الكهربائية والمياه، واحتمالية تأثيرها سلبا على الغطاء النباتي والتربة. أما الولايات المتحدة الامريكية فقد شهدت عمليات اغلاق نحو (600) منطقة تزلج خلال العقود السبعة الماضية، وبنسبة (20 %) من اجمالي مناطق التزلج خلال ال (20) سنة الماضية بعد خسارتها لمساحات شاسعة من الثلوج. أما جبال الالب السويسرية فقد شهدت في شهر كانون الأول من عام 2016 جفافا غير مسبوق منذ قرن ونصف، وصارت تستقبل موسم الثلوج متأخرا بعد أيام بالمقارنة مع السبعينيات من القرن الماضي بحسب (معهد أبحاث الثلوج والانهيارات الثلجية). وقدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انحسار السياحة الشتوية في البلاد ب (1،2 – 1،6) مليار دولار أمريكي. وهكذا هو الحال في بقية سلسلة جبال الالب الممتدة عبر (النمسا، سلوفينيا، إيطاليا، سويسرا، ليختنشتاين، المانيا، فرنسا). وبحسب صحيفة (نيويورك تايمز 2014) فان الرياضات والأنشطة الشتوية تدر سنويا نحو (66) مليار دولار على اقتصادات (38) دولة، وتولد فيها ما يقارب (980) الف وظيفة مختلفة.
***
بنيامين يوخنا دانيال
.....................
* للمزيد من الاطلاع ينظر (آفاق سياحية) للباحث، مطبعة بيشوا، أربيل – العراق 2017.