قراءات نقدية

كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة "حلمٌ في الليالي الحرُم" ليُسرا طعمة

الأسلوب السردي والتعبيري:

القصيدة تتبنى أسلوبًا سرديًا معبرًا، يتنقل بين الألم الشخصي والتأملات الفلسفية حول الذات والمعاناة. الشاعرة تُظهر حالة من القلق الداخلي، ممزوجة بالإحساس بالضعف والمواجهة مع الماضي. يبرز الأسلوب التأملي في تساؤلاتها المستمرة عن كيفية التغلب على المعاناة.

الرمزية:

الرمزية تهيمن على القصيدة من خلال استخدام الصور الدالة على الصراع الداخلي. تعبيرات مثل /شِراك ضعفي/، و/بحرٌ جف الحرف/، و/رأس أفعى/ تُظهر تداخل المشاعر السلبية، حيث يرمز البحر الجاف إلى عجز اللغة عن التعبير عن الذات، بينما الأفعى تُمثل التهديد المستمر. كما أن /الكنانة فرغت/ ترمز إلى الفراغ الداخلي، مع صورة الأرملة الثكلى التي تعكس فقدان الأمل والاتصال.

التقنيات البلاغية:

الشاعرة تستخدم الصور الشعرية مثل /يذهب في غيبوبة التعبير/ و/حكايا لا يتسنى لها فرصة الإنقاذ/ لتصوير شعور الخيبة والتعثر في التعبير. بالإضافة إلى استخدام الاستفهام، الذي يضيف طابعًا من التساؤل والبحث عن المعنى، مما يزيد من حدة الشعور بالعجز والضياع.

الصراع الداخلي:

تتناول القصيدة الصراع الداخلي بين الألم والرغبة في الهروب من الضعف. /أحتاج الأمان حتى الوهم/ تعكس حاجة الشاعرة للأمان حتى لو كان هذا الأمان غير حقيقي، مما يبرز التشويش النفسي الذي تعيشه. المعركة مع الذات واضحة في التساؤلات المستمرة حول كيفية النجاة من الثأر، والغرق، والصمت.

التناقض بين الظاهر والباطن:

هناك تناقض بين الصورة الظاهرة للألم وبين البحث عن الأمل أو الخلاص. يتجلى ذلك في /لا الطير غادر عشه ولا الصياد عاد بحلم حنيذ/، مما يشير إلى الفقدان المستمر، والبحث عن شيء ضائع أو مفقود. وهذا التناقض بين الفقد والبحث عن الأمل يعكس حالة من التوتر الوجودي.

الخلاصة:

/حلمٌ في الليالي الحرُم/ هي قصيدة مليئة بالتأملات النفسية والتساؤلات الوجودية. تُظهر الشاعرة صراعًا داخليًا مفعمًا بالصور الرمزية التي تشير إلى الفراغ الداخلي، والخوف، والصراع مع الزمن. اللغة المجازية المعقدة، والإيقاع الساكن للمشاعر، يعكسان حالة من التشويش والبحث الدائم عن الخلاص، مما يجعل القصيدة تحمل وزنًا نفسيًا عميقًا وتُبرز عمق المعاناة.

***

بقلم: كريم عبد الله - العراق.

.......................

حلمٌ في الليالي الحرُم

كيف أجعلُ من هذه الأوراق كتفاً أبكي عليه ومن الكلمات والإشارات قامة تُهدِّئ رياح دمي من يزيح عني ثأراً أقدم منّي كيف أعْبُر شِراك ضعفي وما بيننا بحرٌ جف الحرف زورقٌ أحمقُ الخطى يسير إلى الغرق بطيش أبثه الصرخة فيتفجر الحبر يذهب في غيبوبة التعبير حكايا لا يتسنى لها فرصة الإنقاذ ربما يقرأ خوفي المُطل رأس أفعى تلدغ في العمق أحتاج الأمان حتى الوهم و الانتظار معولٌ يدق في أديم الصبر ليس كل ذلك ثرثرة أوراق بل تُهَمٌ وقصد أدعيه قد لا تدفع عني لوم الصيد في الأشهر الحرم الكنانة فرغتْ كأرملةٍ ثكلى لا الطير غادر عشه ولا الصياد عاد بحلم حنيذ

***

يسرا طعمة - سوريا

 

في المثقف اليوم