قراءات نقدية

كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة "لأنك متعب" لقصي حزام عيال

الأسلوب السردي والتعبيري: القصيدة تندرج تحت الأسلوب السردي التعبيري الذي يركز على المشاعر الذاتية والتجربة الشخصية للشاعر. يطرح الشاعر عبر لغة مألوفة حوارًا داخليًا مع القارئ، حيث يتأمل الحياة اليومية والمشاعر التي تصاحبها. الحديث عن التعب يختلط مع تصوير صور الحياة اليومية، مما يعطي القصيدة طابعًا حياتيًا واقعيًا.

الصور الشعرية والتشبيه:

الشاعر يستخدم صورًا شعرية عديدة مثل /النافذة وقد أضاءت الشمس حروف حكمتها/ و/النايات التي تراودك/ لخلق انطباع عن الأمل الذي يتسلل إلى حياتنا رغم التعب. الصورة الأخيرة تبرز كما لو كانت النايات تحمل إشارة إلى الماضي وأوجاعه، لكن الشاعر يحاول عدم الاستسلام له. هذه الصور تخلق مشهدًا مرئيًا ينقل القارئ إلى عالم الشاعر الداخلي.

التكرار والإيقاع:

يتميز النص بتكرار الجملة /لأنك متعب/، وهي بمثابة مفتاح للقصيدة، حيث تعكس انشغال الشاعر بحالة التعب العاطفي والنفسي الذي يعيشه. التكرار يساهم في خلق إيقاع شعري ثابت ويعزز إحساس القارئ بأن هذه الحالة هي موضوع القصيدة الرئيسي.

الرمزية والمفارقة:

هناك مفارقة بين السكون والراحة التي تبحث عنها الذات في ظل تعبيرات /النايات/ و/حروف الحكمة/ من جهة، وبين حياة المدينة المكتظة بالمحلات التجارية وصور الفاتنات والإعلانات التي تلهي الناس من جهة أخرى. هذه المفارقة تخلق توترًا بين ما هو داخلي (التعب والبحث عن الراحة) وما هو خارجي (حياة المدينة الصاخبة).

البُعد الفلسفي والنفسي:

القصيدة تحمل بُعدًا فلسفيًا في تأملات الشاعر حول مفهوم التعب وكيف يعيشه الإنسان في حياته اليومية. الشاعر يطرح أسئلة عن الحيرة والبحث عن اللحظات الهادئة والهادفة وسط زحام الحياة. /لأنك متعب/ يشير إلى معاناة الإنسان المستمرة ومحاولاته للوصول إلى لحظة صفاء رغم الصخب المحيط به.

الخلاصة:

القصيدة تتسم ببساطة في المفردات، لكن تعبيراتها العميقة تكشف عن إشكالية الحياة اليومية وصراع الذات مع التعب والمشاعر التي تتزاحم في الروح. الصور الشعرية والمفارقات تساعد في بناء عالم معقد داخل النص، يعكس الصراع الداخلي والتحدي في إيجاد الراحة وسط الفوضى.

***

بقلم: كريم عبدالله - العراق

.....................

لأنك متعب

لأنك متعب تستعيد صباحا لا تعكره امزجة الغيوم العابرة ونشرات الأخبار التي التهمت السنوات، ان تنظر مليا ما يجاور النافذة وقد اضاءت الشمس حروف حكمتها لترتب نهار يتسرب منه الدفء ، ولأنك متعب تراودك الدروب كأن تخاتلها الأساطير والحكايات لكن الباعة ينتظمون في اكشاكهم وصور الفاتنات تزين لوحات الإعلانات وتلهم العشاق  ، اما المحلات لا تخلو من فساتينهن المعلقة وهي تسترخي لبهجة الانتظار  ،ولأنك متعب ان لا تأسرك نايات الماضي وخاكي الحروب، لابأس ان تجلس في المقهى لتغتنم ما امكن من الوقت طالما الأفكار تلتف حولك  ،لعلك تحظى بها.

***

قصي خزام ناصر - العراق / السويد

في المثقف اليوم