قراءات نقدية
علي غبن: قراءة في العوالم السبعة للشاعر سعد ياسين يوسف
على الرغم من أن سعد ياسين يوسف يشير بعوالمه السبعة إلى دواوينه السبعة إلا أن فكرة العوالم السبعة في الأدب تشير إلى فكرة وجود سبعة عوالم أو مستويات مختلفة من الواقع والوجود. وتعدّ هذه العوالم ممثلة أحيانا لمستويات التجربة الروحية التي يمكن أن يخوضها الفرد أو المبدع، حيث يحمل كل عالم منها طابعًا فريدًا خاصا به، ويمثّل رمزًا لمرحلة من مراحل النمو التي تتميز بقوانينها وظروفها مختلفة.
وبهذا فإنه يمكن تصوير هذه العوالم على أنها طبقات متراكمة أو بوابات يحتاج الدارس أو الناقد إلى تجاوزها للوصول إلى مستوى أعلى من الفهم والإدراك للمنتج الأدبي الإبداعي.
وقد عملت على دخول هذه العوالم من خلال بوابتي التجنيس الأدبي والخصائص الفنية العامة لمجمل أعمال سعد ياسين يوسف الإبداعية دون الدخول في أمثلة تطبيقية وذلك لضيق الوقت.
أولا: التجنيس الأدبي
عملت هذه الدراسة على محاولة تجنيس تجربة سعد ياسين الإبداعية وفق تأصيلات المناهج النقدية الحديثة والتي جعلتها تندرج تحت مسمى قصيدة النثر أو النثيرة، ولن أخوض هنا بمسألة موقع هذا التجنيس من الشعر والنثر وما يثار حول أحقية رواد هذا الجنس الأدبي بلقب شاعر، بل سأنتقل مباشرة للحديث باختصار عن سمات هذا الجنس الأدبي كما تجلت في أعمال سعد ياسين فقصيدة النثر عنده هي شكل من أشكال الإبداع المكتوب الذي يمتزج فيه النثر بالشعر، امتزاجا يتخلّص من خلاله هذا المبدع من تقنيات القوافي والأوزان التي تستخدم في الشعر التقليدي بما يتيح له حرية مطلقة في التعبير وقدرة أكبر على الانتقال السلس بين الأفكار والصور، مستغلا طاقات هذا الشكل التعبيري الهجين في بناء نماذج تجريبية حديثة تعبر عن تقنيات الكتابة الحرة بانسيابية وسلاسة تتناغم مع تدفقات النص الإبداعي مستغلة غناه اللغوي وسارحة في فضاء غير محدد من الصور والأخيلة التي تعبّر عن الأفكار والمشاعر التي يمتلكها ويرغب بالتعبير عنها، ومستفيدة من كم هائل من المعارف التراثية والثقافية المخزونة في وعي المبدع والمتلقي والجامعة بين الروح الابتكارية الحداثية وبين التراثية التقليدية المألوفة وموظّفة الرمز والأسطورة والتناص والفلسفة والفكر في إطار بنائي يحمل في طياته موسيقاه الداخلية المتأتية من الطاقات الصوتية التي تحملها المفردة في ذاتها، وهي طاقات ذات دلالات إيحائية مستندة إلى التكرار والتناوب البنيوي المنبثق من سيميائية الدال والمدلول.
ثانياً: خصائص التجربة الإبداعية:
وتتجلى التجربة الإبداعية في أعمال سعد ياسين يوسف في عدة عناصر أبرزها ما يأتي:
- التجربة الإبداعية بين الإنسانية العامة والذاتية الخاصة:
ينطلق سعد ياسين في أغلب نصوص أعماله الإبداعية من وعي شديد بمدى تأثير الحدث الإنساني العام المشترك على ذاتية الفرد وبناء اهتماماته وأفكاره وميوله ورغباته وهذا يتفق مع الطرح الذي أشارت إليه الناقدة الدكتورة سهير أبو جلود في دراستها للبناء الفني في شعر سعد ياسين والتي خلصت فيها إلى أن الشاعر ينطلق أحيانا من الكل ليصل إلى الجزء، كما ينطلق أحيانا من الجزء ليصل إلى الكل، فالهمّ العام ومعالجاته يطغى عند سعد ياسين على ذاتيته وفرديته ولا سيّما في أعماله الأخيرة، وهو ما أسماه أستاذ النقد الأدبي الحديث د .عبد الرضا علي بالإمساك بجمرة النص الشعري، وفي هذا ما يؤشر إلى الطبيعة الواعية العقلانية الناضجة في شخصية سعد ياسين يوسف الإبداعية وتساميه على ذاتية النظرة والتطلّع والرؤية.
- المضامين والمعاني:
القارئ والمتابع لمجمل النتاج الإبداعي لسعد ياسين يجد هذا التحوّل الوجداني من المواضيع الذاتية التي كان يناقشها في أعماله الأولى (قصائد حب للأميرة "ك" الصادر عام 1994) و(شجر بعمر الأرض 2002) واللذان ناقش فيهما موضوعات الحب والجمال والرومانسية والرغبة باكتشاف الحياة وعيش مغامرتها واستكشاف مجاهيلها أملا بالبقاء والخلود، وهي في مجملها موضوعات ذات صبغة ذاتية تبحث في أثر الحياة اليومية وتقلباتها على ذات المبدع الفرد. ولا يلبث سعد ياسين أن يتحوّل للهم الجمعي العام المتصاعد تزامنا مع ما رافق وطنه الأم العراق من نكبات وويلات بفعل الظروف السياسية التي انعكست نتائجها على أولويات المبدع فأصبحت موضوعات الحياة والموت والغربة والسياسة والإرهاب والإحباط وحب الأرض تتصدّر قائمة الاهتمامات والموضوعات التي يعالجها في نصوصه وهي الموضوعات التي اكتسبت مع عمق التجربة ونضج الأدوات أهمية ارتقت بها من المحيط الضيّق الخاص إلى فضاء إنساني عالمي رحب متسلّحا في ذلك كله بثقافة عالية جدا ورؤية فلسفية وتأملية ووجودية لمسائل كبرى بعضها مبني على تضادات الخير والشر والحياة والموت وبعضها قائم على عبثيات الوجود والخلود، مستعينا في ذلك كله ببناء لغوي سلس سهل يراعي احتياجات التشكيل الشعري ويدعم مستويات التبادل اللفظي الترميزي جانجا خلال ذلك للتصوير المباشر المستند إلى البيئة والطبيعة ليعزز رسوخ أفكاره ومضامينه في إدراك المتلقي ووعيه.
- مظاهر الطبيعة:
يعكس سعد ياسين في شعره رومانسية واعية تجلّت في حبه وتقديره للطبيعة بمختلف مظاهرها وتجلياتها الشكلية واللونية والمكانية، ورؤيته لها على أنها البلسم السحري القادر على إنقاذ الحياة الإنسانية وإعادة التوازن إليها وإثرائها، وهو بذلك يرسم في نصوصه لوحة جمالية لهذه الطبيعة متنقلا بين ألوانها وأزهارها وأشجارها وأنهارها في صور شعرية تعمل على إبرازها كمصدر للسلام والخير والهدوء وكأداة فاعلة لتحقيق التناغم والتوازن في الحياة، وهو يعمد في ذلك كله إلى استخدام هذه المظاهر الطبيعة بوعي أو بغير وعي كوسيلة للمقارنة الرمزية بين الصفاء الكامن فيها وبين الدمار الحالّ بها رابطا ذلك كله بمشاعر الإنسان أو بالأحداث المحيطة به وبمضامين النصوص الإبداعية لديه.
ويعتبر سعد ياسين شاعرًا يقدّر ويصوّر جمال الطبيعة، ويستخدمها لإيصال رسائله العاطفية والروحية، إذا يعكس شعره العمق والتأمل في تفاصيل الطبيعة ودورها في حياة الإنسان، ويتجلى اهتمامه بالطبيعة في اختيار أبرز عناصرها عنوانا مشتركا لأغلب أعماله الأدبية، فباستثناء منتجه الإبداعي الأول المعنون بـ (قصائد حب للأميرة ك الصادر عام 1994)، نجد الأشجار تتصدر عناوين دواوينه السته الأخرى بدءا من (شجر بعمر الأرض 2002)، (شجر الأنبياء 2012)، (أشجار خريف موحش 2014)، (الأشجار لا تغادر أعشاشها 2016)، (أشجار لاهثة في العراء 2018)، (الأشجار تحلّق عميقا 2021)، حتى. لقد استحق بحقٍ لقّب شاعر الأشجار، تلك الأشجار التي تحولت على يديه إلى طوطم وقناع تمت أنسنته جينيا ليغدو معادلا موضوعيا للشاعر ذاته حسب تعبير فاضل ثامر، وثيمة وأيقونة كما يراها الناقد الأستاذ الدكتور حاتم الصكر، أو لتصير معادلا لرسوخ المكان في الأرض كما هي عند علي حداد، أو رمزا لحتمية الخلاص كما يرى سمير خليل.
لم يقتصر حضور الأشجار في أسماء دواوين الشاعر فحسب بل تعدت ذلك لتتسلل لقصائد الدواوين ذاتها فتسيطر على عناوين نصوص الدواوين السابقة. ولعل هذا الاهتمام بالشجرة يشير إلى أن أشجار سعد ياسين ليست أشجارا عادية، فهي بوعي منه أو بغير وعي تنتقل من التشييئ إلى التشخيص عندما تتحول بين يدي نصوصه إلى أشجار نامية محمّلة بالهموم والرموز وحافلة بالإسقاطات الفكرية المتنوعة ومعبرة عن الصراعات الإنسانية وتشظّيات الروح التائهة فيها، فهي في ترنحها مقاومة للرياح الهوجاء التي تهب عليها من كل الجهات إنما تتمسك بما تبقى لديها من قوة مخبوءة في جذورها الملتحمة بالأرض راسمة لوحة عظيمة للبقاء الذي يتجاوز عوامل الهدم والتحطيم، مصممة في الآن ذاته على الانبعاث من جديد مستعينة بما يشعّ فيها روح من سماوية مقدسة ارتشفتها من مياه أنهارها الخالدة.
- الرمز ودلالاته:
ترى الدكتورة فطنة بن ضالي(من المغرب ) أن نصوص سعد ياسين حفلت بعشرات الرموز ذات الدلالات الدينية والعاطفية والتاريخية والتراثية والتي تقوم في مجملها على توظيف بارع لتقنيات الحكائية الغائية السردية التي وظّفها خدمة لمنتجه الإبداعي وداعمة لنظرته القيمية والأخلاقية.
ويرجع هذا التنوّع الكبير في نوعيات الرموز وطرائق توظيفها إلى خصب خيال الشاعر وتنوع ثقافته وعمقها الناتج عن المؤثرات البيئية الموروثة حينا وعن الدراسات الأكاديمية حينا أخر إضافة إلى تراكم التجارب الحياتية وتعدد الرحلات والسفرات والاتصال المباشر وغير المباشر بعدد كبير من شعوب المنطقة والعالم.
وتأتي الأشجار على رأس قائمة الرموز التي حفلت بها نصوص المنتج الإبداعي لسعد ياسين وقد تحدّثنا عنها سابقا، في حين تظهر على سطح هذا المنتج الإبداعي رموز أخرى لا تقلّ أهمية وتأثيرا استمدّها الشاعر من بيئته الحاضنة لرموز التراث العراقي المرتبط بحضاراته القديمة كالآشورية والبابلية والسومرية ليدلل في هذا التوظيف على العمق الحضاري للعراق هذا العمق الموغل في الحضارة والقدم والذي يستمر ليتصل برموز الحضارة العربية الإسلامية التي تسيّدها العراق قرونا طويلة وصولا إلى رموز متنوعة لأساطير مختلفة من حضارات عالمية شتى تدلل في رأيي على وحدة الهم الإنساني واتصال الحضارات بما يعرف في يومنا هذا بسياق المثاقفة.
ويشكّل التناص في نظري تجليا بارزا من تجليات الرمز وانعطافا عن سياق الدّال المفرد إلى سياق الدّال النصي والذي يؤدي في نهاية المطاف عمل الرمز الإيحائي التحويلي، فالرمز هنا لم يعد تلك المفردة التي تحمل دلالات المرموز فحسب بل أصبح حالة ثقافية اكتسب شرعيته من نص أو بعض نص اجترحه المبدع ليطعّم به نصّه الإبداعي ويحيل المتلقي من خلاله إلى فضاءات مفتوحة من التأويل القائم على المشابهة حينا والمخالفة حينا آخر.
- المكان المحوري والمكان العام:
يمثّل المكان الفضاء الأبرز الذي تدور فيه أحداث النص النثري والذي يكتسب أهمية كبرى عندما يتحوّل المكان ليصبح عنصرا فاعلا من عناصر الإنتاج الإبداعي، ولا أغنى من بيئة العراق المكانية، هذه البيئة التي لعبت بحق دورا هاما ومؤثرا في مسرح العمل الإبداعي عند سعد ياسين والتي احتفظ لنا بكثير من أسرارها داخل بنية نصوصه الإبداعية، تلك الأسرار التي جعلت من المكان مسرحا حالما مقاوما تارة ومقارنا بين صفاء المكان في الزمن الجميل وخرابه في هذا الزمن تارات أخرى.
هذا لا يعني أن سعد ياسين قد اقتصر في تناوله لعنصر المكان وتجلياته وتمظهراته على المكان العراقي الخالص الذي يحمل عبق تاريخه وحضارته وإنسانيته، بل تعداه بفعل ظروف الاغتراب إلى أماكن أخرى وسّعت من البعد الجغرافي لمضامين نصوصه وساهمت في تفجير طاقات الإدراك والوعي المكاني لديه.
وتعكس تجربة سعد ياسين مدى تأثير قضية الغربة والبعدعن الوطن والانتماء على الفرد من خلال إشاراته إلى الاثار النفسية والعاطفية السلبية غالبا والتي تتسلل من بين الصور والمفردات العاطفية، جاعلا منها سببا فيما يصيب الفرد المغترب من توترات ناجمة عن محاولات التكيف مع المكان الجديد، وعلى الرغم من تناوله لهذه المشاعر السلبية، إلا أنّه يقدّم في بعض الأحيان رؤية إيجابية تتمثل في تعظيم قدرة الفرد على التمسك بالجذور والمحافظة على الهوية الثقافية.
وعلى ذلك فيمكننا تقسيم الفضاء المكاني في أعمال سعد ياسين إلى مكان محوري خاص قام بتحديده ضمن مسمّيات تحيل إليه حصرا كأور وميسان والعمارة ودجلة وعمّان وبيروت وبلغراد وغيرها، ومكان عام مشاع شكّل مسرحا فضفاضا لإطار الصورة الكلية الكبرى المعبرة عن التسامح والتعايش الحضاري والتي يمكن أن نسقطها بغير تحديد على إي مكان في العالم وإن كانت كثيرا ما تحمل إشارات إلى بيئات خاصة أيضا.
- الصورة بين المضمون والجمال:
للصورة الفنية حضور لافت في نتاج سعد ياسين ولها أهمية خاصة تتجلى في سمات بنائها القائمة على استغلال عناصر الطبيعة من لون وصوت وحركة وتكرار وتوظيف للمكان والرمز والثقافة، بما يحقق التوازن بين جماليات الصورة من جهة وعقلنة توظيفها المرتبط بالمضمون من جهة أخرى دون انحراف أو ميل لجانب دون آخر، مراعيا بحرفية عالية هندسة البناء الجمالي للصورة ومنوّعا أو مزاوجا بين ثيمات الصورة القائمة على البناء الحسي وثيمات الصورة القائمة على البناء المعنوي سعيا في ذلك كله لتحقيق اللذة الشعورية المتأتية من الانزياحات والمفارقات والشحنات الإيحائية والعاطفية المتوهجة جماليا والمكثّفة رؤيويا.
ومع أن بناء قصيدة النثر يعلي كثيرا من شأن الصورة الفنية ويخلق منها فضاء يحلّق في عوالم الانزياح والدهشة والغرائبية ويحفل بالمؤثرات الصوتية الناتجة عن هذا التوالي والتوالد بل والتزاحم في حركة الجرس الموسيقي داخل بناء الصورة الفنية إلا أن هذا الانجراف وراء الصورة الفنية وجمالياتها إنما هو فخّ للمتلقي الذي يرهقه هذا الركض وراء الصورة ليخرج من حلبة النص خالي الوفاض من إدراكه الواعي لما ورائيات البناء الفني وأقصد هنا المضمون والمعنى والرسالة، ومع ذلك فقد تمكن قليل من المبدعين والرواد في قصيدة النثر من الجمع بين جماليات البناء الفني وقيمة المضامين التي تحملها نصوصهم الإبداعية محتفظين بالرسالة وبجمالياتها في آن واحد وأظن أن سعد ياسين في محاولته خلق هذا التوازن بين الصورة والرسالة إنما هو واحد من هؤلاء القلة.
- خلاصة:
يشكّل المنتج الإبداعي لنصوص سعد ياسين تحدّيا للدارس والناقد على حد سواء، وقد أشارت الدكتورة الناقدة سهير أبو جلود إلى هذا الأمر في دراستها للمنتج الإبداعي للشاعر، وهي على حق فيما ذهبت إليه من صعوبة وجود منهج نقدي واحد يصلح لدراسة هذا النوع من النصوص المتحركة في فضاء الوعي والمعرفة والتمازج بين الذاتي والعام، والذي أذهب إليه أن تفكيك المنتج الإبداعي الخاص بسعد ياسين يوسف يستلزم من الناقد استعمال أدواته النقدية كلها منطلقا من المناهج الخارجية في النقد كالمنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي ومرورا بالمناهج الداخلية كالأسلوبية والسيميائية والبنيوية وصولا إلى مناهج الحداثة وما بعد الحداثة كنظريات التلقي والخطاب والمثاقفة، وذلك ليتمكن الدارس من النظر بشمولية وإحاطة وعدالة لهذا النوع من النصوص ذات المرجعية الفكرية المتنوعة والمتغيرة بسبب تطور أدوات الكاتب المعرفية وتغير المؤثرات والظروف المحيطة بعمله الإبداعي من ديوان لآخر.
وعلى ذلك فيعتبر ديوان (الأشجار لا تغادر أعشاشها 2016) واحدًا من أبرز دواوين سعد ياسين التي يتجلّى فيها تركيزه على قضايا الحياة والحب والوطن والانتماء، وهذا ما جعله محط أنظار الدراسات النقدية التي تركز على دراسة وتحليل الأسلوب الشعري والمضامين والصور الشعرية المستخدمة والرموز والمعاني التي يعبر عنها الشاعر في قصائده.
***
قراءة نقدية بقلم: د.علي غبن (الأردن)