قضايا

غالب المسعودي: الخطاب الإبداعي المعاصر وأيديولوجيات التوجس

اللاموقف واللاقرار اهم مايميز المرحلة الحالية تجد الكل يتلاعب بالكل، كل حسب تخصصه السياسيون في السياسة والمثقفون في ترويج ثقافة التوجس، يشير هذا بشكل واضح الى نضج تاثير الشكلانية على الخطاب الإبداعي، اذ اصبح البحر المحيط ليس له معنى ولا حضور لان الأرض مسطحة، والكلمة لاتستهدف المعنى بل نمط من مط الشفاه القابضة على صوت دمدمات غادرتنا منذ الاف السنين، وهي تودع الصمت على العيون المدماة من الحسرة، يتغزلون بحصانتها من التراب، ان هو الا سقف متداع من أوراق بالية صفراء، القلق يزداد كلما كان الفضول اكثر، لان الكلمة لها عدة ولادات تاويلية ومسارها المعاصر مليء بالانزياحات الضبابية، الخطاب الإبداعي المعاصرهو وسيلة تعبيرية عن تجاوز القوالب التقليدية ووسيلة مبتكرة لنقل الأفكار والمشاعر، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تلعب أيديولوجيات التوجس دورًا هامًا في تشكيل السلطة الثقافية بعد انتصار الشكلانية، تحاول بكل قوة ان تعكس القلق والخوف من الخطاب الإبداعي، توجسها نابع من ان هذا الخطاب يمكن أن يستخدم لتحدي الأيديولوجيات التقليدية وقد يفتح نقاشا حول القضايا المثيرة للجدل، يدعوالأفراد لإعادة التفكير في معتقداتهم في ضوء التغيير الاجتماعي ويقف في وجه المخاوف الراسخة منذ عصور الاستبداد كما يساعد على فهم أعمق للكثير من القضايا الاجتماعية، يمثل الخطاب الإبداعي نقيضا لأيديولوجيات التوجس التي تعد مجالًا للدراسة والتحليل كونها أداة طيعة للتعبير عن الأفكار الصنمية المتخلفة، هذه العلاقة يمكن أن تساعد على فهم الحوار والنقاش حول قضايا الهوية، مما يساعد تطوير مجتمعات أكثر وعيًا وتقبلًا على التغيير و تدفع الأفراد إلى التعبير عن للافكار الإبداعية دون خوفً من ردود الفعل السلبية في الحفاظ على التعبير والاحتجاجية، المفارقة عندما يُنظر إلى الأعمال الإبداعية على أنها تعبر عن تهديد للأيديولوجيات السائدة قد تُمارس عليها ضغوطا اجتماعية لمنع نشرها وقد تُفرض رقابة على الأعمال الفنية التي تتناول مواضيع حساسة، مما يؤدي إلى قمع أصوات والمطالبة في تقييد الابتكار، انها حلقة مفرغة ينحسرفيها التجديد، وتزداد الإبداع الدوامة التي تولد دوامة، وتزيد أيديولوجيات التوجس من فعاليتها مما يؤثر سلبًا على الابداع الفني والنقدي، يتطلب الأمر فهماً عميقًا لهذه الديناميات لتعزيز بيئة تتيح الإبداع وتقبل الاختلاف.

المثقف المعاصر

المثقف المعاصر هو المثقف الذي يعيش في زمن معقد مثل زماننا الحالي، يتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والسياسية، يعبر عن أفكاره من خلال الفنون والأفكار النقدية وحاله يشير إلى رفض قبول الواقع كما هو ومواجهة التحديات، مما يؤدي إلى التعبير المباشرعن الأفكار و الشعور بالعجز عن إحداث تغيير دون تأثير الإرادة  التعبير عن أفكاره مما يؤدي إلى تهميشه أو فقدان الدعم الاجتماعي قد يتجنب وهو يحاول المثقف المعاصر التعبير عن نفسه لكن بسبب الخوف من عدم نجاح أفكاره أو قبولها قد تتعزز الضغوط الاجتماعية ويمنعه الخوف من التحدث، مما يؤدي وإلى يشغله من التعبير عن مشاعره وآرائه حالة من الإنكار تؤدي إلى كتمان الأفكار الإبداعية، و يجدد تكوين الممنوع الثقافي ويمكن أن يؤدي هذا إلى فقدانه الهوية والمعرفي للمثقف في التعبير عن ذاته الحقيقية، يشكل المثقف المعاصر ضحية لحالة الإنكار التي تؤثر سلبًا على قدرته في التعبير عن نفسه، لكن من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، يمكن المساعدة على تجاوز هذه الحالة والمساهمة في خطاب إبداعي حر ومتنوع.

النكوص الابداعي

النكوص هو العودة إلى أنماط فكرية سابقة، وغالبًا ما يحدث في سياق المواجهة الضغط أو التحدي قد يعتبر المثقف عدم تجاوزه الحالة الثابتة من الإبتكار نوعً من حيث يعود إلى مواقف أو أفكار أقل تحديًا وأكثر تقليدية ويمكن أن تؤدي بسبب القلق من مواجهة الواقع إلى تفضيل العودة إلى مساحات مألوفة بشكل طوعي، قد يشعر المثقف بأن التعبير عن أفكاره الجديدة يعرضه للخطر مما يدفعه للعودة إلى مواقف سابقة وتفادي مواجهة الحقيقة والقبول بالواقع لان عدم القبول يؤدي الى المواجهة وبالتالي التعبير عن الإحباط ويُشجع التحدي لكنه يعتبر العودة الى الأنماط والمساحات المالوفة وسيلة للهروب قد تؤدي الى النكوص، إن كبت الأفكار الجديدة التي تتقد قد تؤدي الانكفاء و فقدان الهوية الثقافية والفكرية مما تجعل المثقف يتجنب التعبير عن ذاته الحقيقية، هنا يعتبر تجاوز حالة الإبتكار نكوصًا لدى المثقف حيث يعود إلى أنماط سابقة خوفًا من المجهول.

التحديات

تتعدد التحديات وتأثير النكوص على الإبداع، بدءًا من الطبيعة الذاتية للنقص إلى التعقيدات الثقافية والنفسية، يتطلب التغلب على هذه التحديات أساليب شاملة ومتنوعة وفهم معنى النكوص والإبداع وتحديد العلاقة بينهما ومراجعة دائمة لفهم كيفية تأثير بالنكوص الإبداعي ودوره في سياقات مختلفة دراسة حالات لمبدعين شهدوا وتأثروا وتأثيره على إبداعهم بشكل مباشر، مقارنة حالات مختلفة لفهم كيف تختلف التجارب النصوص وتميزها الإبداعي، وفهم كيف يؤثر النكوص على الإبداع من خلال تحليل البحث على أنماط مشتركة بين المبدعين وكيفية تعاملهم مع النكوص يمكن دراسة وتأثير النكوص بشكل أعمق من خلال استخدام منهجيات مختلطة، مما يوفر فهمًا شاملًا للظاهرة، دون القفز إلى الاستنتاج من خلال التحليل الدقيق، لذا يمكن تحسين البيئة الإبداعية ودعم المبدعين في تجاوز التحديات لكن عندما يفتقر الأفراد إلى الفهم العميق لمعاني معينة، يشعرون بالعجز عن التعبير والتفاعل مع بعض المفاهيم مما يؤدي إلى غياب المعنى، ويثني المبدعين عن استكشاف أفكار جديدة و تحدي الأفكار.

تأثير الأيديولوجيا السلطوية

الأيديولوجيا السلطوية غالبًا ما تفرض قيودًا على حرية التعبير وتقويض الابتكار هذا على نمو الإبداع عند المثقف المتميز بسبب الخوف من العواقب يمكن أن ويؤثر حرص الأيديولوجيات السلطوية على وتوجيه الخطاب نحو مواضيع معينة ويحد من تنوع الأفكار، الأيديولوجيا السلطوية تميل إلى تهميش الأصوات التي تتحدى السرد السائد بسرد ابداعي، وإهمال الأعمال الإبداعية التي تحمل رسائل في الخطاب التحرري مشفرة مما يؤدي الى إقصاء المبدعين ويقلل من التنوع الثقافي، الرقابة على الأعمال الفنية تساهم في إضعاف الإبداع حيث يتجنب المبدعون تناول مواضيع حساسة الخوف من الرقابة يؤدي إلى تراجع المبدعين عن التعبير عن أفكارهم الأصلية تكرار الاساطير القديمة وعلاقتها مع الأيديولوجيا السلطوية يمكن تقييمها بدقة هم يتوعدونها بالعقاب وهي تطالبهم بالواجبات و قد تخصص الموارد لدعم الأعمال الفنية التقليدية التي تتماشى مع الأفكار السائدة وتهميش الأعمال المتميزة، ما تمثله أيديولوجيا السلطة و تؤيد إلى ان انتشار نماذج متميزة من ناحية ثقافية والتي تمثل معيارا عاليا معينا يتحطم من خلال رحلة تدميرية تتميز بالمفارقة والاستبعاد، مما يجعل المبدعين يفقدون الحافز للإبداع وهم يشعرون أن أعمالهم لن تجد قيمة أو تقديرًا.

***

غالب المسعودي

في المثقف اليوم