قضايا
هناء عبد الكريم: تألق الدراما العراقية

مع إطلالة شهر رمضان المبارك لعام 2025، تألقت الدراما العراقية بحلة جديدة، حيث شهدت الساحة الفنية بروز أعمال درامية متميزة عكست إبداع الأجيال الجديدة من الفنانين والمخرجين. هذه الأعمال لم تكن مجرد عروض تلفزيونية، بل كانت صورا حقيقية ناطقة جسدت قصصًا من الواقع العراقي بأسلوب يجمع بين العفوية والإتقان، مما يبشر بمستقبل واعد للدراما العراقية.
مثلا مسلسل “الجنة” في خطوة جريئة نحو استكشاف مجالات جديدة، قدم المخرج مهند أبو خمرة مسلسل “الجنة”، الذي يُعد أول تجربة عراقية في مجال دراما الرعب. تدور أحداث المسلسل حول قصص مشوقة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق، معتمدة على تقنيات سينمائية حديثة تضاهي الأعمال العالمية. شارك في هذا العمل نخبة من النجوم، أبرزهم مروة بدران، حافظ لعيبي، وحسين حافظ، مما أضفى على المسلسل عمقًا وتميزًا خاصًا.
ومسلسل “النقيب” من الأعمال التي لاقت صدى واسعًا خلال الشهر الفضيل، مسلسل “النقيب” الذي أخرجه وثاب الصكر. يستند المسلسل إلى قصة حقيقية لبطل من أبطال القوات الأمنية العراقية، النقيب حارث السوداني، الذي اخترق صفوف تنظيم داعش الإرهابي، مسهمًا في إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف بغداد. يُعد هذا العمل توثيقًا لتضحيات رجال الأمن، وشارك فيه مجموعة من الفنانين المتميزين، منهم عواطف السلمان، سامر دشر، وإياد الطائي.
ومسلسل “زهرة عمري” في إطار درامي اجتماعي مؤثر، جاء مسلسل “زهرة عمري” ليعكس قضايا إنسانية واجتماعية تلامس الواقع العراقي. تناول المسلسل قصصًا عائلية معقدة، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة العراقية في المجتمع. تميز العمل بأداء عفوي وإتقان من قبل الممثلين، مما جعله قريبًا من قلوب المشاهدين.
ومسلسل “لم الشمل” يُعتبر هذا المسلسل من الأعمال التي جمعت بين الدراما والكوميديا، حيث تناول قصص عائلية تسعى إلى لم شمل أفرادها بعد فراق طويل. برع الممثلون الشباب في تقديم أدوارهم بعفوية وطلاقة، مما أضفى على العمل روحًا مرحة وقريبة من الواقع.
إن ما يميز هذه الأعمال هو الروح الجديدة التي بثها الجيل الصاعد من الفنانين والمخرجين، الذين قدموا الدراما بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة. لقد استطاعوا بفضل عفويتهم وإتقانهم أن يتفوقوا على بعض أعمال الأجيال السابقة، مما يعكس تطورًا ملحوظًا يبشر بمستقبل مشرق للدراما العراقية.
إن هذا التألق الفني لا يعكس فقط تطور الدراما العراقية، بل يشير أيضًا إلى قدرة الفن العراقي على المنافسة في الساحة العربية، وتقديم محتوى راقٍ يليق بتاريخ وحضارة العراق العريق.
***
هناء عبد الكريم