قضايا

غالب المسعودي: اللوحات المخلوقة تساعد على إعادة تشكيل التجارب

اللوحة كمخلوق ليس لها علاقة بالخالق لكني أحبها، بعيدًا عن الروحانية والخلق، اللوحة تعكس تجاربي ومشاعري، لها تأثير عميق على حياتي، الجمال في الفن يكمن في التعبير دون كلمات، اللوحة لها قدرة فريدة على نقل المشاعر والأفكار بطرق غريبة، تكشف عجز الكلمات، من خلال الألوان، والأشكال، يمكن للفنان خلق تجارب حسية تلامس القلوب وتثير الخيال. الفن له دور مركزي في حياتي، هو وسيلة تعبيرية تتجاوز الكلمات. الفن يعكس ثقافة المجتمع الذي نشأت فيه وهو مصدر للمتعة الجمالية في الحياة. يُمكن للفن أن يُثير المشاعر، يحفز الناس في تجاربهم الروحية، يُمكن أن يُعيد اتصال الروح بالوجود، من خلال التأمل والتفكر في جمالية الحياة، يُمكن الناس من فهم مكانتهم في العالم ويثير شغفهم باللحظات الجمالية، بالرغم من التعقيدات الإنسانية، يُعزز التفكير النقدي، ويُسهم في التغيير الاجتماعي والروحاني. الفن هو جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية والفكرة الإنسانية الجمالية. تناول الفلاسفة الجمال الفني وأثره على المشاعر والعواطف وكيف يُعبر عن التجربة الإنسانية ومعاني الوجود، ويظهر صراع الفرد مع المعنى والحرية. العلاقة بين الفن والوجود تتيح للفنان التعبير عن مشاعره وأفكاره وتجاربه بشكل غير مقيد، تعكس تفرده وهويته، من خلال تجارب القلق والضياع في عالم معقد وغير متوقع. لوحتي ترفض القوالب النمطية، تعبر عن حريتي واختياري وارادتي الفردية، تشجع الآخرين على التفكير ولو بشكل نقدي في هويتهم وخياراتهم كون الفن يُعتبر وسيلة لتأكيد الذات. من خلال الإبداع، يكتشف الفنان معاني ومعاني جديدة لحياته ويُعزز من شعوره بالوجود والمعنى ويُساعد الفنان على استكشاف المعنى في ضوء تجاربه الفريدة. من خلال هذا الصراع ومحاولة تعزيز الفهم العميق للوجود وتحفيز التفكير النقدي حول القضايا الوجودية تتجلى علاقتي بلوحتي انها بين الوجود والحرية الفردية في ضوء قدرتي على التعبير عن التجارب الإنسانية الفريدة..! يُعتبر الفن وسيلة قوية لتأكيد الحرية الفردية في عالم يتسم بالضبابية والقلق، بالرغم من ذلك يمكن للفن أن يُوفر مساحة آمنة للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي قد تكون محظورة أو مقموعة في ظل اليات مجتمعية استثنائية. الكتابة، الرسم، أو الأداء، تمكن الفنان من التعبير عن معاناته وتجاربه الشخصية، يُمكن أن يطرح أسئلة عميقة حول الحرية والوجود، مما يُشجع على إعادة تصوير الظلم والقمع، يُمكن للفنان أن يُلفت الانتباه إلى القضايا الاجتماعية والسياسية و يُساعد في إنشاء وعي جماهيري حول قضايا الحريات الفردية، التي تعزز من حرية الاختيار وتشجع على التمرد ضد الضغوط الاجتماعية، وتساعد الأفراد في تحقيق ذواتهم من خلال الإبداع، هكذا تكلمت لوحتي. هل يُعتبر هذا تحقيقًا للحرية الفردية...؟، حيث يُمكن للفنانين أن يُعبروا عن أفكارهم ورؤاهم الخاصة، مما يمكن للفن أن يُعبر عن الأمل والتطلعات نحو مستقبل أفضل. و أن يُلهم الأفراد للعمل من أجل التغيير ويُشجعهم على الإيمان بقوة الإرادة الفردية. تهتم لوحتي كونها مخلوقة بالفن بين علم البدايات وعلم النهايات، تساعد الأفراد على استكشاف مفاهيم جوهرية، حيث تعبر عن مشاعر القلق والضياع الناتجة عن التفكير في عدم وجود بداية أو نهاية واضحة. لوحتي تحاول أن تعيد تشكيل المفاهيم التقليدية عن الزمن والوجود. من خلال كونها مخلوق فني تقدم رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع عدم يقينية البدايات والنهايات، مما يُعزز من الفهم الشخصي للمعنى، لان الفن يُقدم تجربة جمالية تعبر عن اللحظة الحالية، مما يُساعد على العيش في الحاضر وتقدير الجمال الموجود فيه. هذه تجربتي مع لوحتي المخلوقة يمكن أن تُخفف من القلق الناتج عن التفكير، في فوضى البدايات والنهايات، كما تساعد على تأكيد هويتي الشخصية في عالمٍ غير مؤكد...! من خلال هذه التجارب الفريدة، يشعر الأنسان فيها أنه جزء مهم، حتى في غياب بداية أو نهاية محددة انه جزء من قصة أكبر، واللوحة مساحة للتأمل في مفاهيم الحياة والموت، مرهونة بالعدم.. هذا حوار مونوكرامي انا ولوحتي وانا، يُعزز من تقليل الشعور بالوحدة، يُظهر كيف يُمكن للفن أن يُبرز كقدرة على التكيف والتماهي مع معاني الحياة، ويُمنح الأنسان شعورًا بالحرية، يمثل الفن وسيلة فعالة للتعامل مع عدم يقينية البدايات والنهايات، من خلال استكشاف الوجود، خلق تجارب جمالية، وتقديم معاني جديدة. يُساعد الفن الأنسان على العيش في الحاضر، وتحفيز الحوار حول قضايا الوجود، ويساهم في تعزيز الفهم الشخصي والجماعي للوجود. يمكن للفن أن يلعب دورًا مهمًا في خلق معنى في مواجهة مفهوم اللانهاية، رغم أنه قد لا يداعب المعنى النهائيً. وعلى الانسان إيجاد معانٍ وإيجاد شخصية في حياته. من خلال التعبير عن المشاعر والأفكار بحرية، يُمكن أن يساعد الفن في اعطاء إحساسً بالمعنى حتى في عالم يبدو بلا نهاية، الفن فرصة لاستكشاف الأسئلة الوجودية حول الحياة والموت، البدايات والنهايات. هذا الاستكشاف يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق للواقع، ويُعزز من الشعور بالمعنى، يُعبر عن الأمل والتطلعات نحو المستقبل، مما يُساعد على رؤية إمكانيات جديدة، ويجعل الأمل مصدرًا للمعنى في عالم غير مؤكد، . حتى في مواجهة الأبعاد اللامتناهية. يُحفز الفن هذا التأمل ويمكن أن يُساعد الأنسان على فهم تجاربه بشكل أفضل، يمكن للفن أن يتجاوز القيود الزمنية من خلال خلق لحظات خالدة تُعبر عن تجارب إنسانية مشتركة. هذه اللحظات تُعطي الحياة طابعًا مستمرًا رغم عدم وجود نهاية، و يُشجع على الحوار حول مواضيع ومفاهيم إشكالية تعنى بالحياة والوجود، هذا الحوار يُساعد على إيجاد معاني جديدة، بينما لا يستطيع الفن خلق معنى نهائي في مواجهة اللا نهاية، فإنه يُساهم في بناء معانٍ شخصية واجتماعية تُعزز من الوعي والتجربة الإنسانية. من خلال استكشاف الوجود، التعبير عن الأمل، وتوفير روابط اجتماعية، وأن يُعطي حياة الأفراد طابعًا غنيًا ومليئًا بالمعاني، هذا بالضبط ماتفعله معي لوحتي المخلوقة. يمكن للفن مواجهة التعامل مع مشاعر الضياع والقلق من خلال الاستمتاع بالأعمال الفنية، يمكن للأنسان الهروب من شعور الفراغ بالارتباط بشيء أكبرووسيلة قوية للتعبير عن المشاعر المعقدة التي قد تنجم عن الفراغ الوجودي. من خلال الإبداع، يُمكن للأنسان فهم نفسه بشكل أفضل، مما يُخفف من شعور الفراغ، يساعد الفن في خلق معاني جديدة في حياته. التعبير الفني يساعد على إعادة تشكيل التجارب وإيجاد معاني جديدة في الحياة اليومية ويمكن أن يعزز من الروابط الاجتماعية، من خلال المساهمة في خلق لوحات ترتبط روحيا بخالقها وبذلك يُمكن للناس بناء علاقات قوية، مما يُساهم في تقليل شعور الفراغ ويُتيح الفرصة للتأمل والتفكر في الحياة. والاستغراق في تجربة خلق فنية، يُمكن للأنسان أن يتحدى الأفكار التقليدية حول الحياة والمعنى. من خلال طرح أسئلة صعبة حول الوجود، يُشجع الفن الأنسان على التفكير بشكل أعمق واستكشاف أفكار جديدة. هذا الإلهام يُساعد الأفراد على رؤية إمكانيات جديدة في حياتهم، مما يُخفف من شعور الفراغ ويمكن أن يُواجه شعور الفراغ الوجودي من خلال تقديم تجارب جمالية، وتعزيز التعبير عن المشاعر، واستكشاف الهوية. اللوحات المخلوقة تُعتبر وسيلة قوية للتعبير الفني، حيث يمكن أن تعيد تشكيل التجارب الشخصية والجماعية من خلال الألوان والأشكال والتفاصيل. الفن ليس مجرد تمثيل بصري، بل هو وسيلة لنقل المشاعر والأفكار. من خلال اللوحات، يمكن للفنانين استكشاف مواضيع مثل الحب، الفقد، الفرح، والقلق، مما يتيح للمتلقين الارتباط الروحي بتجاربهم الخاصة.

***

غالب المسعودي

 

في المثقف اليوم