أقلام حرة

صادق السامرائي: القوة والمفردات اللغوية!!

العامل المشترك بين علماء الأمة في مسسيراتها الحضارية أنهم حفظوا القرآن في سن مبكرة، فما علاقة ذلك بنبوغهم وتألقهم المعرفي؟

القرآن فيه 77439 كلمة والغير مكررة منها عددها 19209، هذا الثراء اللغوي يعطي حرية وفضائية مطلقة للتفكير.

العقل بحاجة إلى مفردات لغوية لأنها أدوات التفكير وعناصر التعبير عن الفكرة، وبدونها يبدو عاطلا وبليدا، فضخ المفردات يعني إحياء نشاطات العقول وتحفيزها للإتيان بالأصيل.

بينما في واقعنا المعاصر هناك فقر لغوي مدقع، تسبب في تضييق مساحة التفكير وفقدان القدرة التحاورية لغياب عناصر الحوار اللغوية.

وتجد الدول القوية تهتم بضخ المفردات اللغوية في رؤوس الأجيال منذ الصغر، ولهذا يستطيع الطفل عندهم التعبير عما يعتريه بالكلمات، لا بالدموع والصرخات.

فالمجتمعات الفقيرة لغويا ضعيفة ومهزومة، والعكس صحيح، والمخزون اللغوي عندنا يميل للنضوب.

الكلمة ومعناها لا تُدَرس في مدارسنا، بينما المجتمعات المتطورة تعلم أبناءها أصوات الحروف وكيف يتم صناعة الكلمات بها، ومن ثم العبارات التي تشير إلى فكرة بوضوح وسهولة.

الإحتفاء باللغة العربية ليس فخرا وغزلا ورثاءً وتمجيدا، إنه بالعمل الجاد على إظهار مهاراتها المعاصرة، وضخ المفردات اللازمة للتعبير عن الأفكار المتفاعلة مع حاضرنا المعلوماتي الدفاق، وبثورة مَعجمية، لزيادة الثروة اللغوية في رؤوس أبنائها.

فهل يمتلك الواحد منا نصف عدد كلمات القرآن؟!!

مفرداتٌ خاوياتٌ عِندنا

فارْتضينا لقصورٍ هَوننا

لغةُ الضادِ أشادتْ مَجْدنا

وتباهتْ وأنارتْ عَقلنا

فاطلقوا الأضواءَ فينا حُرّةً

أمّتي شعّتْ وطافتْ كَوْننا

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم