قضايا
رحيم الساعدي: علاج تقويض وانحسار الدرس الفلسفي في العراق والوطن العربي
تتعرض الفلسفة والاقسام الفلسفية في الوطن العربي إلى مرحلة يمكن تسميتها بالركود، وذلك لقلة عدد المتقدمين الدراسة في هذا القسم العلمي، وقد يعود ذلك إلى عدم تجديد المناهج الفلسفية أو التقدم التكنولوجي التي بدأ بتقديم الصور أخرى بديلة عن الصور الفكرية، أو قد يعود ذلك إلى عدم تدريس هذه المادة بشغف فلا تكون محبوبة عند الكثير من الطلبة، أو ربما السبب إلى عدم تدريس هذه المادة قبل المرحلة الجامعة فيما يتعلق مرحلة الإعدادية.
وايا ما كانت الأسباب فنحن أمام مسألة تقويض لهذا الدرس الفلسفة في العراق والوطن العربي، المسألة لا ترتبط بوظيفة الأستاذ الجامعي الذي يقوم بتدريس الفلسفة بل لها علاقة بالبنية التحتية لكل مجتمع والذي يعني جانب الفكر ي وتخطيطاته.
وأعتقد بأننا اساتذة الفلسفة في الوطن العربي والعالم مطالبون بتقديم البدائل أو الأفكار التي تساعد على استمرار درس الفلسفي وعدم ذهاب هذا الشغف بالنسبة للطلب متخرجين من المرحلة الإعدادية.
ونحتاج بكل تأكيد إلى عقد جلسات العصف الفكري وأدوات للخروج بمقررات يمكن لها أن تعيد بوصله الدرس الفلسفي .
ومن الأفكار التي يمكن طرحها في هذا المجال:
1- العمل بإحياء مفهوم الفلسفة التطبيقية وذلك بأن نقسم مراحل الدراسة الفلسفية في الجامعات إلى قسمين الأول يتعلق بالدراسة الفلسفية الخالصة وتكون من مرحلتين هي الأولى والمرحلة الثانية بالنسبة للطلبة .
2- في المرحلة الثالثة والرابعة يخير الطلبة بين إكمال الجانب النظري للفلسفة النظرية الخالصة لما تبقى من مراحل القسم الفلسفة وهي المرحلة الثالثة والرابعة أو الاكمال في اتجاه خاص يعد له منهج يسمى (الفلسفة التطبيقية).
3- وعلى هذا النحو يكون لكل قسم في المرحلة الثالثة والرابعة اتجاهين الأول هو الفلسفة النظرية والثاني هو الفلسفة التطبيقية أو العملية.
4- بالنسبة للفلسفة النظرية فهي تعتمد على ما تعودنا عليه من مناهج سابقة تتعلق بنظرية المعرفة والفيزياء والمنطق والأخلاق والجمال وبقيت محاور متفلسف الدين والسياسة والتاريخ ووسائل أخرى.على يكثف الجانب النظري ويترك الجانب العملي التطبيقي ليدرس في مرحلة الفلسفة التطبيقية .
5- أما الفلسفة التطبيقية لمن اختارها في المرحلة الثالثة والرابعة فنضع لها منهجا، نمهد له بتحليل العلاقة بين الجانب النظري والتطبيقي في الفلسفة، وهو يتكون من الآتي:
ا- الأخلاقية التطبيقية: وهي تشمل أخلاقيات البواتيقا، أخلاقيات البيئة، الاخلاقيات والجانب الإلكتروني .تطبيقات النظام الاخلاقي للفلاسفة .
ب- المادة المنهجية للفلسفة التطبيقية .
ج- فلسفة العلم التطبيقية (الفلسفة والتكنلوجيا، قوانين الطبيعة، ادلة اثبات الله، مادة فلاسفة العلم، مادة مشتركات الفلسفة وعلم النفس،
د-تطبيقات فلسفة التاريخ والاجتماع والسياسة .
هـ- المنطق والرياضيات وتطبيقاته( المنطق الضبابي، الفضاء السبراني،الخوارزميات، المنطق والرياضيات،تطبيقات المنطق الاحصائي لكارناب )
و- الدراسات المستقبلية، فلسفة النظم وعلم المستقبل،
ز- فلسفة اللغة التطبيقية
ح- تطبيقات الفكر الاقتصادي
ط- مفاهيم حقوق الانسان والحوار
ي-الادب الفلسفي التطبيقي
ملاحظات:
1- وفق المخرجات الفلسفية الجديدة المبنية على هذا المنهج سيتم العمل على مفاتحة الوزارة واولي الامر بضرورة توظيف طلبة الفلسفة لحاجة المجتمع الماسة الى الجانب الفكري التطبيقي الذي تعلمه الطلبة .وذلك بعد عقد جلسة تشاورية وورشة عمل مشتركة بين الاقسام الفلسفية المناظرة في العراق .
2 - لا يجب ان يحصل تمييزا بين طلبة الجانب النظري والعملي في التعيين .
3- يمكن تطبيق هذا المنهج على طلبة الدراسات العليا من الماستر والدكتوراه .
4- تتم الاستفادة من المخرجات والبحوث التطبيقية المهمة في بناء قضايا المجتمع الهامة .
5- تحول هذه البحوث التطبيقية الى الدولة و الوزارات كافة بوصفها علاجات او شبه علاجات لازمات المجتمع.
6- على الدولة او الحكومة تنشيط الدرس الفلسفي، وعدم تركه فريسة سهلة للتقدم التكنلوجي او الانترنت او الذكاء الاصطناعي .
7- ضرورة العدالة في تعيين الطلبة، وضرورة تدريس الفلسفة بمنهج مختلف جدي في المرحلة الثانوية، وان تعدل مناهج الفلسفة وفق جدية التحديات، وتراجع الدرس الفلسفي .
8- على اساتذة الفلسفة الايمان بدرسهم الفلسفي وبموادهم وتقديم الافضل، وتدريس الفلسفة بطريقة اقرب الى المحبة منها الى الدرس الجامد .
9- اعتقد انه لا جدوى من الحضارات او الدول التي تنحسر فيها الفلسفة، او يقدم كل شيء ما عدى الفكر فيها.
***
ا. د. رحيم محمد الساعدي – أستاذ فلسفة / الجامعة المستنصرية