آراء
عبد الجبار العبيدي: المؤرخون وحقائق التاريخ كيف نفهمها؟
لو عَرف المؤرخ العربي معرفة الانسان بالتاريخ واحوال البشر، وما تجمع له على السنين من اراء وأنظار، وما أستخرجه بنفسه من ملاحظات، وهو يقلب صفحات التاريخ على الارض ويثمن احداثه بصدق، لما كتب تاريخ الاسلام مزوراً،
التاريخ والحضارة، مرتبطان احدهما بالاخر أشد الارتباط، ولا يستطيع أحد منا ان يتحدث عن الحضارة حديثا معقولاً، الا اذا عرف ما هية التاريخ، ويبقى العقل الانساني هو محور الروابط بينهما لفتح ابواب السيادة له على هذا الكوكب الكبير، فالعقل هو القدرة على ربط الظواهر بعضها ببعض ليكون لنا البداية الاولى في طريق الحضارة والتقدم وأزالة ظلم الظالمين كما عرفته الشعوب الاخرى. ومن هنا يقول العلماء ان العقل نفسه والأيمان به هو اول مخترعات الانسان لقدرته على عقل الاشياء والسيطرة عليها، وليس الدين، فعقيدة الدين احدى كوارث البشر احياناً خاصة اذا كانت متناحرة فلسفياً بين معتقديها كما عند المسلمين اليوم.
حضارات العقل القديم المعمقة عند المصريين والعراقيين انتهت بنهايات بقيت سائبة وأثارها شاخصة للعيان لعراقتها في التأسيس، الحضارة المصرية انتجت الاهرامات التي عرف عنها سر الوجود، وانتجت الدواء لأول مرة في التاريخ عندما مرض الانسان وأصبح بحاجة للشفاء من المرض، والتحنيط لجثث الموتى عندما آمن بالخلود، والذي لازال الى اليوم يلف أسراره الغموض،مجهول الهوية دون معرفة سر الابتكار والخلود، والغرف المغلقة في الاهرامات التي لم تفتح بعد، ولم يعرفها العلم الحديث حتى الآن، وشرائع كتبت في برديات لا زالت تنتظر من يكشف سرها للوجود، لربما تحدثت عن خالق ودين ووجود، لا اعتقد لان لو كان لها دين يفرق بين معتقديه، لما اثبتت وحدتها الاجتماعية في الوجود. لكن التقدم تحقق لهم لأنهم كانوا بلا دين يفرق بينهم.
وحدائق بابل المعلقة لم يعرف اسرارها العلم الحديث، والكتابة والقلم والقوانين والزقورات والعجلة التي تجرها الثيران مبتكراتهم دون معرفة مبتكريها من العراقيين وغيرهم لا زالت رمز الوجود، بالمقابل انتجت حضارة المسلمين الفلسفة والطب والصيدلة والرباضيات فكان الفارابي والخوازمي وابن سينا اعلام في الوجود، لكن التوجه الديني المتعصب متمثلاً بالغزوات والنهب والسلب والجنس ومعاداة العلم والعلماء والمرأة نصف الوجود، والردة والرجم اللذين لا اصل لهما في نص الاعتقاد، واتهام المرأة انها ناقصة عقل ودين، لكنها للجنس ملكة تدمر في الوجود، كلها متطلبات القادة التي لوثت حضارة اسلام الوجود، وقادتهم الى التخلف واللا وجود.
وأحتكار السلطة والمال والسيف المسلط على الرافضين، لذوي الامر، دون حقوق الاخرين قد أوقفت تقدم الوجود، والحكومات الظالمة تتحكم بالمظلومين منذ عهد الوجود، بحجج اللون والدين واختراعات مؤسسة الدين المخترعة منها، كوجود، في الأمر غموض، فالنص المقدس جاء لتكريم الانسان كل الانسان دون تمييز "وكرمنا بني آدم"، وتكريم العلم والقلم والاستقامة والعدالة وحفظ الحقوق، "أقرأ باسم ربك "فلماذا كان التطبيق معكوسا عند المسلمين، في الوجود؟ هذا ما يجب ان يُعرف بوضوح، والذي لا زال مجهولا يلفه الغموض عند المؤرخين،وفي مناهجنا الدراسية يجب ان يكون منفتحا على المساوىء والمحاسن دون تفريق، لعلنا نزيل بعض الاتهامات عن اسلام المسلمين المزيف الذي ثيت فشله في التطبيق،والا سنبقى في مؤخرة الركب متخلفين نندب اصلاح الوجود، ولا وجود.
نعم، بالتعقل والتفكر في علاقتنا بمن حولنا وبانساننا من حولنا تتكون الاخلاق ،وبعكسه يكون التشتت والتخلف، ففي نداءات السماء نقطة الشروع،وفي مسارها تتحقق التقوى في الوجود، فيتحقق التزكي ويسود الفلاح، فلمَ السيف وكراهية الاخر في الوجود، هو حيَ على الفلاح"، ولمَ التناقض بين العقل والظلم والدين في الوجود "أعدلوا ولو كان ذا قربى،نص لم تطرحه اقدم الحضارات "، ولكن ما زالوا هم الذين اوقفوا حقيقة العقل الحضاري والقانون عند اصحاب الحضارات وابتكارات القديم في الوجود،،كفاية مدحاً بالماضي وذماً بالحاضر الجديد، علينا ان نعرف، حقيقة الوجود وسر الخلود، ولا نبقى مع المقدس دون تحقيق ؟ لننبه لمنهج دراسي جديد، عسى ان ينفتح لنا باب العقل في التجديد؟ ونبعد اعداء الفلسفة عن التعليم بعد ان علمونا ان مناهجهم كل تخريف. لن نتمكن من التجديد الا بفصل ما ادخلوه من تخلف وانقسام في الدين وفي العلم والسياسة في التطبيق.
من هنا البداية ليكون الوعي الفكري وعيا تاريخيا مستوعبا ومتناميا ومتسعا ومتجاوزا ومتسما بالاستيعاب والشمولية ومتجاوزا لكل الما ورائيات، فالعقل الانساني مدركا لما يعرض عليه، لانه مضطر لقبول الحق، فلا تحشروا القرآن في كل صغيرة وكبيرة كما تريدون، فهو كلمة السماء الخاتمة فلا تزوروها يا أئمة جهلة الدين. فالقرآن هو بحث في ظاهرة بناء مجتمع جديد قائم على العدل بقناعة المنطق لا بسيف الفاتحين وظلم الحاكمين، لا، أنه كمال لرسالة السماء لكل الناس دون الاخرين، فالانبياء والرسل واتباعهما من المخلصين كلهم مثل بعض رسلا للحق والاستقامة لا للاستعلاء وظلم الاخرين. والقرآن يعلم محمد(ص) ماورد عند الاخرين: يقول الحق: ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والأنجيل،آل عمران 48".مات محمد (ص)وقال ما بُلغ به من رب العامين فعلام الانكار لتلك القوانين ؟
من هنا فواجب المؤرخ اليوم ان يُفهم الناس حقائق مقومات نظرية المعرفة في التاريخ بينهم باعتبار ان العقل الانساني هو اول مخترعات الانسان التي مهدت له مفاهيم الحضارة والتي ارتقت به الى القدرة على عقل الاشياء والقبض عليها مما سمى بالانسان الى المكانة الحضارية الرفيعة قبل مجيء دولة الدين التي مزقت انسان الله في العالمين، دولة الأغتصاب والتخريب، دولة المسلمين الظالمة بعد عصر الرسالة المجيد. فهل يعقل ان الله انزل الدين ليفرق بين البشر في العقيدة والحقوق بحجة التشريع، أم ان من رافقوا الدعوة لم يكونوا مؤمنين، او لم يفهموا ما جاء قي النص المقدس من قوانين ؟ وهو الذي يقول "اعدلوا ولو كان ذا قربى؟ نريد جوابا من مؤسسة الدين، الصامتة صمت القبور والمستحوذة على كل حقوق المسلمين بدون وجه حق بأسم أهل المعرفة والعرفان وهم جهلة الانسان والدين ؟، ومن يعترض فليقل لي ماذا أنتج الاسلام بعد محمد(ص) للعالمين سوى الاستبداد والفرقة والسيف وتدمير المرأة والتخلف ونكران الحقوق ؟
مع الاسف الشديد ان نظرية المعرفة عند المسلمين لا زالت قاصرة عن ادراك المحرك الحضاري للمنتج الانساني، كونها غير مصاغة صياغة حديثة، لابل قاصرة وغير مستنبطة حصرا من النص المقدس الكريم الذي طالما تحدثنا عنه دون علم صحيح، وما دمنا بهذا التوجه القاصر، لن نستطع ان نصل الى مفهوم المنهج العلمي في التفكير، ليمنحنا ثقة بالنفس وجرأة على التعامل مع اي انتاج فكري حديث ومعاصر، نتيجة التفكك الفكري والتعصب المذهبي البغيض، واللجوء الى مواقف فكرية او سياسية تراثية مضى عليها مئات السنين دون تغيير، لدرجة اننا الى اليوم لم نعطِ تعريفا علميا للاسلام،
كل هذه التوجهات القاصرة في نظرية المعرفة عندنا قادتنا الى كيل الاتهامات عليها بالكفر والالحاد والزندقة والهرطقة والجبرية والقدرية من اجل لا تحديث لنظرية التحديث والمعاصرة حتى وقعنا في مرحلة تصور اعداء الاسلام لما انتجه الاخر، فبقي المنهج العلمي عند غالبية مفكرينا يواجه التشنج والسذاجة وضيق الافق، فاصبحنا بحاجة ماسة الى جدلية الفكر المعاصرفي مشكلة الفلسفة الكبرى في تحديد العلاقة بين الوجودالازلي ومرحلة التطور العقلي دون ان نستطيع ان نقف على الارضية المعرفية العلمية للقرن الواحد والعشرين، التي تحاول به الصين انتاج حتى المطر للمزارعين.
هذا التصور الناقص لن نستطيع ردمه الا بأفكار علماء التخصص لا بقادة جهلة مزورين، وبوزراء تعليم أميين يعادون الفلسفة ام العلوم حتى اصبحنا نعيش ازمة فقهية وفكرية حادة متخذين من قدسية النص وسيلة لمحاربة أفكار الاخرين بالتهديد والوعيد وقل علماء الفكر في التجديد "هشام الهاشمي مثالاً"، اذن، ما لم ننتج فقه فلسفي جديد معاصر مستندا الى تأويل النص لاتفسيره المتعدد الناقص والمتضارب، لانعطي البديل في انتاج نظرية أصيلة في المعرفة الانسانية، منطلقة علمياً من النص المقدس لكي يكون المنطلق الفلسفي الذي ينتج عنه الحل الفقهي الفكري السليم. سنبقى نهرول في غياهب التاريخ، معتقدين ان كل فكر مضاد لنا هو عدو لنا بالضرورة دون تثبيت، وهنا هو موتنا الأكيد.
اذن ما الحل لنجتاز المرحلة السوداوية اليوم، الحل يكمن بالدرجة الأولى في أكتشاف محتوى النص المقدس الحقيقي التأويلي لا التفسيري كما جاء في الآية 7 من سورة آل عمران، "وما يعلمُ تأويلهُ الا الله والراسخون في العلم " اي المتخصصين في العلم وليس جهلة الفقهاء والمعممين في التفسير، والتخلص من تفسير النص القديم بعد ان كان التلازم بين اللغة والتفكير ووظيفة الاتصال لم تُستكمل بعد عند المفسرين منذ القرن الثاني الهجري بدايات التفسير، فضل الترادف اللغوي لا يعبر عن التفكير القائم على ادراك المشخص، ولم تكن فيها التسميات قد استكملت بعد تركيزها في تجريدات، من هنا نستطيع ان نقول بضرورة ربط التوجهات القرآنية بالمنطلقات التطبيقية لتحديد مسار الدولة في الحقوق بين السلطة والمواطن التي فقدناها منذ عصر قيام الدولة بعد الرسول(ًص)، حين دخلت الدولة في فراغ السلطة عند المتحكمين، من اعداء عدالة الدين، حتى اصبح الدين قرينا للظلم عند المسلمين.
فالرسول جاء بدين حق وليس في مخيلته تكوين دولة بل تكوين أمة" هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فأعبدون الانبياء 92" لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات دون تحديد تحكمها مؤسسة العدل لا الطامعين، ساعتها سنتمكن من نشر الوعي التاريخي الحقيقي لواقع التغيير الذي نادت به الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام في الوصايا العشر،وهي واحدة والتمسك بمحتوياتها دون تفريق، وان اختلفت صيغتها الواحدة عن الاخرى قليلا، وقد حث القرآن الكريم الرسول (ص) على ضرورة التواصل والمحبة بين الديانات الثلاث كما ذكرنا آنفاً.،من هنا تبدأ مرحلة التغيير، فعلام العداء بين اصحاب الدين.
بعدهذا الجهد سنتجه نحو قبول النظريات العقلية في المعرفة الانسانية ورفض النظرية الدينية القاصرة على التفسير العلمي، لنتقدم بخطوة جريئة باعلان انتهاء نظام النبوة والرسالة والايذان بان الانسانية قد بلغت سن الرشد وعليها تحمل مرحلة الاعباء لتقليص الفكر الديني المقوقع وتوجهاته المصيرية الجامدة بغية التقدم خطوة جريئة نحو معرفة التحرر من جبرية الاوهام، واقوال فقهاء السلطة اللئام، والانتقال لمفهوم الحرية، كما فهمتها الشعوب الاخرى ونادت "بالحرية والاخاء والمساواة" لا بمذهبية الدين.
بعد هذا التوجه الكبير سنتخلص من الفكر الديني التقليدي والمرجع الميت الحي وعقل التخريف، ونتجه نحوالعلمانية العلمية لتحرير الانسان من الخضوع للطبيعة والتحرر من سيطرة الطبقات التي أحلت لنفسها أحتكار المعرفة وما سموه بأهل المعرفة والعرفان الذين استغلوا الثروة والسلطة لهم دون الاخرين، حتى تجرأوا على القول "ان واردات الدولة ملك سائب لهم دون الاخرين" ضاربين عرض الحائط ومتجاهلين الحقوق والقانون والمساواة بين الناس وبين الرجل والمرأة معاً ليعلو الحق على النقص، لتصبح الحياة شراكة بين الناس، كل الناس دون تفريق، والا لماذا جاء الدين، والقانون؟، فهل جاء ليخدم شلة الحاكمين، ؟
والمرحلة الاخرى والهامة جدا هي تفسير النص القرآني "أطيعوا الله والرسول وآولي الامر منكم "تفسيرا علميا بعيدا عن القدسية، فآلوا جمعاً لا مفرد، وهي ليست جمعا لولي، وهم المقدمون من الجماعة، وليسوا على الجماعة كما فهمت خطئاً تفسيريا عند الخلفاء الأولين، لذا لابد من تأويل النص تأويلا معرفيا للخلاص من مشكلة احتكار أداة الحكم التي رفضها الدين والتي نواجهها اليوم بتعصب مقرف ضد حقوق المواطنين. وبهذا التوجه الصحيح نتخلص من احتكار السلطة والثروة والمعرفة والسلاح المحتكر بايديهم وحصرها في الأمة، هنا نصل وبكل تأكيد الى جدلية الانسان والبناء الحضاري املا في ايجاد ولادة حضارية جديدة غابت عنا منذ مئات السنين.لا كما فهموها حكام الدين والمذاهب المزيفة البارحة واليوم.
اذا استكملنا هذه الخطوات الصعبة والمهمة ونجحنا فيها ننتقل الى محور الزمن لنجدد الشهادة في القرآن دون تدخل الفقه الميت عليها الذي فرق الامة الى مذاهب ومراجع دينية وولاية الفقيه والمهدي المنتظر الوهمية التي لا وجود لها في القرآن قط، والتي اوجدتها السلطة للبقاء في حكم الناس دون القانون.بعدها ننهي نظرية الجرح والتعديل، والخلاص من نظرية الناسخ والمنسوخ الباطلة التي فسرت خطئاً، تمهيدا لاعتماد نظرية الأعتدال للخلاص من نظرية الخوارج والحاكمية الدينية المتمثلة بالمرجعيات الوهمية وولاية الفقيه المخترعة منهم ليكونوا هم سادة الناس بالباطل دون نص مقدس مكتوب،
هنا تصبح نظرية المعرفة الاساس لتحديد حقوق الانسان وتحديد المسارات الانسانية لتتحول النظرية الى دستور ثابت على طريقة وثيقة الما كناكارتا البريطانية والثورة الفرنسية في الحرية والاخاء والمساواة والدستور الامريكي دستور القوانين، التي انشأت امة وشعب مهما اختلفوا فيما بينهم يكون القانون المدني هو الاساس في الحقوق.
علينا ان نعترف بالتقصير والندم حين اخذتنا العاطفة وابتعدنا عن العقل وصدقنا ما قاله المؤرخون والفقهاء ورجال الدين من اكاذيب التاريخ منذ عهد الخلافة الاولى مرورا بالامويين والعباسيين، حين نقلنا النص للقارىء دون تحقيق فكتبنا على خلاف الحقيقة والمعقول.فأذا لم ننحِِ النص القديم المنقول منهم ونبدأ بكتابة التاريخ وترك البخاري الوهم وبحار الانوار المزيف، وفق قراءة تأويلية جديدة سنبقى ندور في متاهات الحدس والتخمين، وهذه هي أخطاء المورخين.
حكومة تحكم المسلمين منذ اكثر من 1400 سنة ،بلا دين صحيح ولا قانون ولا عدل ولا حقوق،بينما رجال المكنا كارتا كونوا دولة وحقوق بالقانون وهم بلا دين، كما نعتقد ونقول، فترى كيف كونوا دولة الحضارة والقانون، كتبنا مئات الاطاريح الانشائية ولم نقف على القانون، كما كتبنا في دول الوهم مثل المهدية والفاطمية والبويهية والسلجوقية ولم نسئال انفسنا لماذا كان التغييرفي بلادنا المنهوبة اليوم، كان من اجل الخيانة والسرقة والسلطة وحكم بيعه للاخرين، ام من اجل الحقوق،والحاكم يعترف على نفسه بالفشل والتقصير لكنه لا يقبل التغيير، أنظر اعترافات المالكي والعامري ومشعان الجبوري والفتلاوي في الفضائيات، وثلة لصوص التغيير. أهذا هو الدين.
فبقينا نؤمن بالنص (اطيعوا الله والرسول وأولوا الامر منكم) هذا النص بقراءته الخطأ تحولنا الى داعش والقاعدة وطالبان ومليشيات القتل والتدمير والمرجعيات الفقهية الامرة في التنفيذ، فمالم نتخلص من هذا التخريف في نظرية الكبائر، والاحاديث المزورة، ونظريات الخوارج والحاكمية، ولن نبني دولة الاعتدال والقانون، سنبقى في مناهج التاريخ الديني، ولادين، بعد ان اعترف غالبية من يحكمون اليوم بالفشل واختراق حقوق الشعب والوطن دون خوف من الله والقانون ودون تخلي عن الخطأ في التطبيق، نعم ان لم يصحى المؤرخ المثقف سيبقى هو الاسرع في الخيانة الوطنية، لأنه الاقدر على تبريرها، احترموا شجاعة من يقول الحقيقة أو بعضها، ايها المقصرون،
وأخيراً أقول وبحسرة: نحن المؤرخون شاركنا في الوهميات، وصفقنا لسفلة عصابات المعارضة الخائنين ومن كان يحتضنهم من الخائنين، في محاضرات حقيرة ضانين انهم من المؤمنين بالله والشعب والوطن، وما كنا نعلم بأقلامنا المتخلفة، اننا نساهم في الجريمة بقتل الوطن والشعب لتسليمه للاعداء الاخرين، فساهمنا في الجريمة كما ساهم بوش وبلير وشلة السفلة من المعارضة العراقية من المعممين والمدنيين في التدمير، كان علينا ان نفكر، كما فكر الاخر في التغيير، نعم، نعم، نعم.
نحن نعتذر للوطن والشعب والتاريخ، وان فات المعاد وبقينا بعاد، منك الغفران والصفح يا رب العالمين.
***
د. عبد الجبار العبيدي