نصوص أدبية
عطا يوسف منصور: لو ملكنا الحِجى
هي الليالي على رغمٍ بنا تَخِدُ
دنيا نعيشُ بها للموتِ ما نَلِدُ**
*
مِن عهدِ آدم أعيى كلّ مُضطلعٍ
لُغزُ المماتِ وفيه الناسُ قد جُهِدوا
*
لأنّ مَنْ أوجدَ الدنيا بحكمتهِ
قضى نعيشُ بها حِيْنًا له أمدُ**
*
ولو رجعنا الى الدنيا لنسألَها
قالتْ كفانا بها التفنيدُ والفَنَدُ**
*
إنّا طُبعنا على جهلٍ فما صَلُحتْ
منّا النفوسُ ولا نرضى بما نجدُ
*
واهٍ على عالَمٍ أفنى محاسنَهُ
حرصُ اللئامِ وهذا الجورُ والحسدُ
*
مَحّصْ قليلًا ترى آمالَنا حُلمًا
يمضي وأنّ مآلَ المُجتنى بَددُ**
*
بل كيف نبقى وقد بادتْ بها أُممٌ
مِن قبلنا واستوى في حُكمِها لُبَدُ**
*
ولم يزل ناطقًا دهري بموعظةٍ
للموتِ شَرعٌ ومَنْ للموتِ لا يردُ**
*
نوازلٌ لم تزلْ منّا على كثبٍ
تُغيرُ غارةَ ذي ثأرٍ به حَرَدُ**
*
منها المنايا إذا حلّتْ بنا فجعتْ
نفوسَنا ولها مِن حولنا رصدُ
*
وقد نزلنا على أحكامِها وبنا
داءُ الغرورِ وفي آنافنا العَبَدُ**
*
لو اتعظنا كفانا مِن مواعظها
ما قد نراهُ وللغاوي بها رشَدُ
*
هو الرحيل ولا يبقى سوى أثرٍ
ذكرى نعيشُ بها بالوجدِ تَنعقدُ
*
ولو يَكونُ الفِدى ما كانَ قدْ بخِلتْ
بعضُ النفوسُ لمَنْ أحبابَهم فَقَدوا
*
وجنّةُ الله مأوى النفسِ إنْ صَلُحتْ
فيها النعيمُ مقيمٌ دائمٌ أبدُ
*
قد خصّها اللهُ مَنْ دانوا لطاعتهِ
والصالحينَ جزاءً مثلما وُعِدوا
*
لكنْ نرى راحةً في دمعةٍ ذُرِفَتْ
على عزيزٍ إذا ما خاننا الجلَدُ
*
وسُنّةُ اللهِ في الاحياءِ نافذةٌ
وهو الرحيمُ بنا والغافرُ الصَمَدُ
***
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
العراق / الكوت في 16 شباط 1971
..................................
** تخِدُ: تسير
**السُنة: النهج
**الامد: المُدّة الزمنيّةِ
** التفنيد: ردّ الرأي الخطأ
** الفند: ضعف الرأي وفساده
**مَحّص: أي افحص واختبر
**البدد: أي التشتت والتفرق
**لَبَد: أحد النسور لآحد الملوك العَرب في الجاهليةِ يُضرب بطول عُمُرهِ المَثل
**شَرَعَ الموت: أوجدَهُ وأظهرَهُ
**الحَرَد: الحقد والغضب
** العَبَد: هو التعالي والتكبر






