نصوص أدبية

جاسم الخالدي: نشيد الضاد

أبدأ سأَعلنها على الأشهادِ

إني أذوب صبابةً في الضادِ

*

مذ كانتِ الدنيا تشعّ بلاغةً

لغةَ الهوى والشعرِ والإنشادِ

*

لغةَ العذوبةِ حين يُسمَعُ جرسُها

تتماوجُ الألوانُ في إسعادِ

*

لغةَ القصيدةِ وهي تُظهرُ حسنَها

فكأنها بغدادُ في أعيادِ

*

هي للقلوبِ ملاذُ كلِّ مُتيَّمٍ

وسبيلُ أهلِ الفكرِ والإرشادِ

*

فيها الحضارةُ تستفيقُ بنورِها

ويطيبُ فيها العيشُ بعدَ سهادِ

*

قد سافرَ التاريخُ في أعماقِها

وتوضّأتْ بالعلمِ والأمجادِ

*

فيها الخلودُ لكلِّ حرفٍ صاغَهُ

قلمٌ رفيعُ الحرفِ والأبعادِ

*

أبقى أحبُّكِ ما حييتُ وإنني

أفنى بحبِّكِ صادقَ الميعادِ

*

لغتي أحبُّكِ كيفَ لا وأنا الذي

بِهواكِ قد أشرقتُ في الآمادِ

*

في كلِّ شبرٍ منكِ نبضٌ عاشقٌ

يحكي حديثَ المجدِ والأمجادِ

*

لغتي، إليكِ القلبُ يخفقُ هائمًا

يرنو إلى سِفرِ الضياءِ ينادِي

*

في ظلكِ الأحرارُ قد نطقوا بهِ

بلسانَ صدقٍ باهرِ الإيقادِ

*

فالضاد مجدٌ خالدٌ لا يُطفئُه

دهرٌ ولا كيدٌ من الحسّادِ

*

وتطوفُ في الآفاقِ ترفعُ رأسَها

لغتي وتمسكُ نبضَ كلِّ بلادِ

*

هي أمُّنا، في حضنِها نبضت لنا

روحٌ تفيضُ بنخوةِ الأجيادِ

*

وبها تسامى الشعرُ حتى صارَ في

ترتيلهِ كالضوءِ في الإسهادِ

*

تُزْهِو حروفُكِ في ربيعِ قصيدةٍ

فتُعيدُ خلقَ الدهرِ من أجدادِ

*

فلها أرتِّلُ نبضَ قلبي كوكبًا

يهوى على وترِ الضياءِ ينادِي

*

أنتِ المنارُ، وكلُّ أفقٍ مُقفِرٍ

يُفضي إليكِ بنبضِه المرتادِ

*

ما زلتِ - بعدَ اللهِ - صوتَ كرامةٍ

تسري كمسكٍ في مدى الآمادِ

*

أنتِ العروبةُ في سناءٍ خالدٍ

وهويةٌ لا تنثني لعوادِ

***

د. جاسم الخالدي

 

في نصوص اليوم