نصوص أدبية
حسن الحضري: وإنْ تَسألْ عنِ الدُّنيا

ونازعتُ الشُّجونَ بكلِّ وادٍ
أجاهدُ مكرَ أقوامٍ لئامِ
*
وجرَّبَني الزَّمانُ بكلِّ خَطْبٍ
فلَمْ تَوْهَنْ لشِدَّتِهِ عِظامي
*
ألستَ تَرَى بأنَّ اللهَ مُمْلٍ
لكلٍّ ما يُبادِرُ باعتزامِ
*
وأنَّ النَّاسَ أكثَرُهم لئامٌ
وما يُغْني اللِّئامُ عنِ الكرامِ
*
وأنَّكَ لا تَرَى إلا عدوًّا
يُداهِنُ أو صديقًا لا يُحامِي
*
وإنْ تَسألْ عنِ الدُّنيا تَجِدْها
كخَيطِ العنكبوتِ منَ الذِّمامِ
*
سئمتُ سِجالَها وضَربتُ عنها
بِصَفحٍ لا يَقُودُ إلى وئامِ
*
وجُلْتُ مَجالَها قَبْلًا فَهَبَّتْ
بكلِّ مهنَّدٍ عَضْبٍ حُسامِ
*
فتَرفعُ كلَّ ذي خبثٍ ولؤمٍ
وتَخفِضُ كلَّ وهَّاجٍ هُمامِ
*
وتُعْلِي مِن أسافِلِها رُؤوسًا
هُمُ الأذنابُ مِن تحتِ اللِّثامِ
*
بذلكَ سُمِّيَتْ للنَّاسِ دُنْيَا
وكم في النَّاسِ مِن خِبٍّ وَسامِ
*
فصَبرًا إنْ أردتَ بها بَقاءً
وأكثِرْ مِن جُنُوحِكَ للسَّلامِ
*
ورَبِّ النَّاسِ لن تَرضَى أُناسٌ
بِغَيرِ السُّوءِ يَضرِبُ كلَّ هامِ
***
حسن الحضري
شاعر وكاتب مصري