نصوص أدبية
جاسم الخالدي: ظلالُ العمر

طَلَّتْ على عَجَلٍ تُريدُ زيارَتــي
ورَنَتْ بطَرفٍ زادَ في آلامــي
*
ألقتْ علَيَّ سَلامَها بتدلُّلٍ
فاهتزَّ قلبي وازدهَت أيّــامي
*
قالتْ: سَمِعتُ بأنَّ قلبَك راعِفٌ
يبكي الجِراحَ ويستغيثُ هيامي
*
فأجبتُها: ما كنتُ أرجو غيرَها
يا بهجَةَ القلبِ الحزينِ الضامــي
*
إنّي سقيتُ الحبَّ من أنفاسِها
كي يُزهَرَ العُمرُ الكئيبُ أمامــي
*
يا زهرةً أهدَت لروحيَ نسمةً
فتفتَّحَت بربيعِها أحلامــي
*
إن غِبتِ عن عيني فحبُّك حاضرٌ
يسقي فؤادي من ندى الإلهامِ
*
لو تعلمينَ كم انتظرتُ قدومَكِ
لجعلتِ وصلي أُمنيةَ الأيّــامِ
*
لكنَّها شمسُ الصِّبا في مطلعٍ
وأنا أُلاقي في المسيرِ ظلامِي
*
هيَ في ربيعِ العمرِ تورقُ زهرةً
وأنا غريبُ الدربِ بينَ رُكامــي
*
تمضي خُطاها كالنسيمِ مُدلَّلًا
وأنا أجرُّ خطايَ نحوَ حِطامــي
*
يا ليتَني ألقي الشبابَ بوجهِها
كي أستعيدَ بضحكةٍ أيّــامي
*
لكنَّ حبًّا في الفؤادِ يضمنا
فغدوتُ أُزهرَ في ظلالِ غرامــي
***
د. جاسم الخالدي