نصوص أدبية
أسامة محمد صالح: متفائلًا تصحو
مُتفائلًا تصْحو لِما
تُهدى منَ الأحلامِ
*
مُتشائمًا تُمسي بما
يجلو من الأوهامِ
*
والفجرُ شكرٌ أنْ أُذِقْـتَ
حلاوةَ الإسلامِ
*
والعصرُ كفرٌ أنْ سُقيـتَ
مرارةَ الأيّامِ
*
والصّبحُ مَسْعدَةٌ وتغـريدٌ
بــ "مال الشامِ"
*
والقصْرُ مشأمةٌ وأبـياتٌ
من الآلامِ
*
وغدًا ستصْحو شاكرًا
تشدو كطيرِ اللامي
*
وغدًا ستُمسي كافرًا
تشكو إلى الأقلامِ
*
يعدو وراءَ هواهُ قلـبُكَ
دونما إحجامِ
*
وتَبَدّلُ الأهواءِ شانُ
أواخرِ الأعوامِ
*
فغدوْتَ لا تدريْ كحالِ
بقيّةِ الأقزامِ
*
إنْ كنتَ ممّن آمنوا
أمْ أنتَ في الظُلّامِ
*
وعلى خُطى القلبِ الخيالُ
مشتّتَ الأحلامِ
*
فتَراكَ حينًا طائفًا
بملابسِ الإحرامِ
*
وتَراكَ آخرَ سائحًا
بمدائنِ الأصنامِ
*
والحالُ أنّك لم تغادِرْ
مرْتعَ الأسقامِ
*
وتَراكَ نجمًا ساهرًا
مع سادةِ الأنجامِ
*
وتَراكَ نورًا خافتًا
في معشرِ الأجرامِ
*
والحقُّ أنّك عالقٌ
في ألسُنِ الأرحامِ
*
وتَراكَ مُلهِمَ ثورةَ
الفُقراءِ والأيتامِ
*
وتراكَ ربًّا فوق عرشِ
إمارةِ الأرقامِ
*
والحالُ أنّك راتبٌ
لحِيازة الأوهامِ
*
وتراكَ فردًا صالحًا
في موْطنِ الآثامِ
*
وتراكَ لصًّا عالمًا
في عالمِ الإجرامِ
*
أيّا تكُنْ كان المصيـرُ
مِنصّةَ الإعدامِ
*
وتراكَ حينًا مُستريـحا
في ظلالِ سلامِ
*
وتراكَ آخرَ ماضيًا
كاللّيثِ نحوَ صِدامِ
*
والحقُّ أنّكَ لسْتَ
إلّا منتجًا إعْلامي
*
تحْيا على فتنٍ لها
أمسيتَ في الخُدَّامِ
*
حُلْما بأجنحةٍ ولـكنْ
دونَما أقدامِ
*
فتنٌ بها السبّابةُ
انتفضتْ علىْ الإبهامِ
*
وبها غدتْ كُتَلُ العروبةِ
دونما أحجامِ
*
وبها غدا للموتِ ياهو
مصدرَ الإلْهامِ
***
أسامة محمد صالح زامل






