نصوص أدبية

جاسم الخالدي: الدرب القديم

عدتُ إلى الدربِ القديمِ لعلَّني

ألقى الحبيبةَ إنْ لقيتُ صداها

*

لكن يدَ الدهرِ التي عبثتْ بنا

هَدَتْ مع الأحلامِ بيتَ هواها

*

عدتُ إلى الدربِ القديمِ فلم أجدْ

إلّا صدى خطوايَ في مغناها

*

ضاعَ الهوى بينَ الرُّكامِ ولم يزلْ

قلبي يُفتِّشُ عن بقايا فاها

*

عدتُ إلى الدربِ القديمِ فلم أجدْ

إلّا صدى خطوايَ في مغناها

*

كم طيفُها مرَّ السُّرى متخفِّياً

ينسابُ ضوءُ الشوقِ في مرآها

*

لكن يدَ الأقدارِ حالت بيننا

ومضتْ تُغيِّبُ وجهَها وسناها

*

أمشي وأحملُ في الفؤادِ صبابةً

كالنارِ تخنقُ مهجتي وجواها

*

أمشي إلى ظلِّ المنى متعثِّراً

وأمدُّ كفّي علَّني ألقاها

*

لكنني ما بينَ صمتٍ مُوحشٍ

أبصرتُ دمعيَ وحدَهُ يرعاها

*

يا ليتَ أيّامي تعود ببهجتي

فأعودُ طفلاً في رُبا دنـياها

*

أبني من الأحلامِ بيتَ محبّةٍ

وأعيشُ دهراً في سَنا مرآها

*

فإذا افترقنا، ما افترقنا عن هَوىً

يبقى يراودُ مهجتي وذُراها

*

سيعودُ فجرٌ قد غفا متأخِّراً

ليضيءَ دربي إنْ لقيتُ صباها

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم