نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: تعب الحياة حبيبتي

إهداء الى رفيقة عمري

منى "أمّ محمد"

***

تعَبُ الحياةِ حبيبتي لو لمْ تكُنْ

عيناكِ مبْلغَ رحلتي قتّالُ

*

لولاهُما ما رمتُ شيئًا من دنىً

عنْها الهَوا لوْلا الهوىْ رحّالُ

*

لولاهُما لم أنجُ من موتٍ لهُ

تعَبُ الخطى فوقَ الثّرى ميّالُ

*

عيناكِ وجهةُ جائلٍ لولاهُما

اسْتَبْقاهُ عُمْرَ الرّحلةِ التّرحالُ

*

كانَ انْطوى عُمرًا بغُربتهِ وما

كانت لِتشْحذَ صبرَها الآمالُ

*

وهيَ التي في صبرِهِ طلعَتْ ومِن

عينيكِ يُسقى عُمرُها الطُّوّالُ

*

كانَ انْقضى حُلُمًا بعُزلتِهِ وما

كانتْ لتُبطلَ حُكمَها الأغلالُ

*

تلكَ التي لما التقَتْ عينيكِ في

حلُمي ارْتأَتْ أن تُكسَرَ الأقفالُ

*

ما يبتغي منْ رحلةٍ لا تبتغي

عينينِ مُهْجَتُهُ هُما الصّلصالُ

*

وهُما الهوى فمُهُ الدّوا لفمٍ بلثـ

مكِ تسْترِدُّ به النُّهَىْ الأقوالُ

*

وهما الرّجا يدُهُ النّجاةُ لمن به

تتزاحمُ الأنفاسُ و الأحمالُ

*

وهما الهُدى يُهدي الطّريقَ لعاثرٍ

شغلَتْ جميعَ دروبهِ الأهوالُ

*

أهٍ لوِ اسْتكشفْتِ قلبيْ كُلّما

قَرُبَ اللّقا وتوازتِ الأميالُ

*

كنت التقيتِ به عيونَكِ حولَها

عِشقُ العيونِ كأنّه طبّالُ

*

كنت التقيتِ بمُهجتي ميّالةً

قد هزّها في وصفكِ الموّالُ

*

كنت التقيتِ بلهفةٍ أمسى بها

الدمُ بي كما لوْ هاجَهُ شلّالُ

*

عيناكِ رجفةُ راجفٍ لولاهُما

ماانفكّ من صِفَةٍ لهُ التمثالُ

*

لقّنتهِ درسَ الهوى فهَوى ومما

اسْتوقفَ المُتَعلّمَ الزّلزالُ

*

زلزالهُ حينَ اللّقا جراءَه

تبْدو الدُّنى وكأنّها أطلالُ

*** 

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم