نصوص أدبية
ليث الصندوق: إلى قــxـاتxـل الشاعر محمود البريكان

قرارُكَ كان صائباً أنْ تقتلَ شاعراً
فدماءُ الشعراء الزرقاءُ خارجَ قوائم التسعير
إنها مبذولة كالماء والهواء
وكمقامر محترف يُحرّك النرد بنظراته
خوّضتَ في البركة الآسنة
وخرجتَ منها مطهّراً
من دنس البلاغة والعروض
**
لستَ القاتلَ الوحيد
كم من ناقدٍ
ألغى باصطكاك سنّين جيلاً من الشعراء
كم من مسيح سُلخَ حياً
وبيعتْ حكمتُهُ لمدابغ الجلود
ثمّ مرّت العاصفةُ تنقر بكعوب أحذيتها
فوق أشلاء القصائد
**
واصل السخرية من الجدران المعصوبة العيون
ودع الغبار الكئيب
يمسحُ عن يديكَ صُراخ نشرات الأخبار
ليس سواك من حلّ شفرة الخلود
لذلك يحسدكَ القتلة الفاشلون
لقد أنهكهم حفر الظلمة بالأسنان
لكنّ الدم الذي أهرقته
سيُحيي أملَهم بجريمة غنيّةً بالبروتين
**
أنتَ أسعدُ قاتلٍ في التاريخ
مُديتُكَ تُباعُ بالمزادات
ونظراتُكَ الصاخبة
تبصمُ بالدم على قِمصان المعجبين
والآلافُ يمشونَ في ظلالك
لعلهم يعثرون على شاعر غافل
يمنحهم الخلود
شعر / ليث الصندوق