نصوص أدبية
صلاح الغريـبي: حلم يرفرف لبغداد

تـقـلّبتُ فــي جـمـر اشـتياقِيَ مُـولَعا
وقـلـبي بـصبرٍ لـيس يـسلو ولـو دعـا
*
كــأنّـي بـــلا عـيـنـيك أفـقـد وجـهـتي
فـلـسـت أرى دربـــا ولا قـــطّ مـربـعا
*
فــيـا لـــه لــيـلٌ قـــد تــوقّـد جـمـرُهُ
وإن كـــان خـــزّاً بـالـنـجومِ مُـرصّـعـا
*
جــمـالٌ سـبـانـي مـــن بــلادٍ حـبـيبةٍ
عـلى الـقلب؛ فـيها كلّ حُسنٍ تمتّعا
*
فـدجـلـة فـيـهـا والــفـرات قـصـيـدةٌ
وصوت الأغاني أطرب القلب أسمعا
*
لـبـغداد تـسـري مــن فــؤادِيَ أنـهـرٌ
بـها الـدفء مـن حـبّي تـسوّر أضـلعا
*
أحـــــسُّ وربّـــــيْ أنّ قــلــبِـيَ طــائــرٌ
يُـرفـرف عـشـقا لـلـحبيبة قـد سـعى
*
يــغــرّد فــــي الآفـــاقِ لــحـنَ مـتـيّـمٍ
شــذاهُ الـهـوى مـن طـيبِها فـتضوّعا
*
فــمـا لـــي بـلـيـلٍ لا تــقـرّ جـوانـحي
ومــا لــي أرانــي الـنـوم عـنّـي تـمنّعا
*
أحـــدّث نـجـما فــي سـمـاء بـعـيدةٍ
يقول: "فمن عهد الصبابة ما رعا؟!"
*
كــلانـا نـديـمـي عـــن يـقـينٍ وفــاؤهُ
ولـكـنّ نــأي الأرض والـوقـت قـطّـعا
*
ســأغـمـض عــيـنـي راغــبــا مـتـمـنّيا
لـــعــلّ بــأحــلامـي تـــــزورُ لأقــنـعـا
*
تــضـمُّ رؤى الأحـــلام كــفـي بـكـفـها
نـنـام ونـسـقى كــأس عـشـق مـنوّعا
*
هـواها عـلى صـدري كـنهرٍ جـرى به
فـأحـيـا يــبـاس الــروح حـبـّا وأتـرعـا
*
أحـاسيسُ مـن فيض الحبيبة ترتوي
ووجــدٌ بـمـاء الـشـوق مـنّـي تـرعرعا
*
سـرى فـي دفـيءٍ لانَ مـنها لخافقي
جـرى سـلسبيلا فـي الـفؤاد فـأمرعا
*
ومــا زلـت عـن يـمنايَ ألـثم مـبسما
وأرشــــف مــنــه؛ لا يــضِــنُّ لأقـنـعـا
*
يــزيـد عــطـاءً مــثـل عـيـنٍ نـضـوحةٍ
تـسـبّح مـن أهـدى الـجمال وأبـدعا
*
تــحــلّـق أحـــــلامٌ ويــبــعـدُ ســربـهـا
وحـلمي بـمن أهـوى يُـرفرِفُ مُقلِعا
*
فـلـيت الـمـنام الـحـلوَ عُـمـرِيَ كـلّـهُ
إذا كــــان يـبـقـيـنا ويـجـمـعـنا مــعـا
***
صلاح بن راشد الغريـبي