نصوص أدبية

شلال عنوز: شرفات التبتّل

كان يمر ماطرا بشذا الندى

عبق البرتقال

حلاوة البرحي

تستفيق على همس إطلالته المدن النائمة

وهو يلوّح للنسيم الدافق بالرجاء

من هنا كان يمر كل يوم

يبتكر الوداع على شرفات التبتل

ويرش الغناء على الدروب المنفى

يغازل الطيور المهاجرة إلى أقاصي الأمل

ينثر بذار الحب على ضفاف المساءات الذابلة

أملاً بازدهار الخضرة على خاصرة الوطن

يومئ للتائهين وعاثري الحظ

يعرّفهم بمثابة الوصول

يمر عليهم واحدا واحدا

في المقبرة التي ابتلعتهم كان يذرف دموع المواويل

وادي السلام الذي تزدلف فيه

شهقة الذكريات برائحة الموت

يطوف بك في مجرات الفقد

ليأخذك مذعنا في حقب الرحيل

مَن أنت يا هذا؟

أيّ سر تحمل؟

تتجوقل في ممراتك النكبات

تثقل مسيرك العثرات

تبحث عنهم ولا أثر

سوى أنين الفقد

تبحر في المدى القصي لتلتقط همس ذكرى

تبتهل للسماء تعانق أفق الغيب

تصرخ، تنادي، ولا مجيب سوى الصدى

وهذا الهوس الذي لم ينم والنكوص

***

شلال عنوز - النجف

١٩-٤ - ٢٠٢٥

 

في نصوص اليوم