نصوص أدبية
جميل حسين الساعدي: حسنـــاء

قصيـــدةٌ أنتِ ما أحلى معانيـها
بالحبِّ والسحرِ قدْ شعّتْ قوافيـها
*
حكايةٌ أنتِ في نبضي مسافرةٌ
لمْ ألقَ بَعْدُ الذي يُصغي فاحكيــها
*
وخمرتي أنتِ لا ما كنْتُ أشربُهُ
لمّـا حضرتِ أراقَ الخمْرَ ساقيها
*
والأنْسُ أُنْسُكِ لا ما كانَ يؤنسني
وفرحتي بكِ لا شئٌ يُضاهيـها
*
لُقياكِ حقْلُ ورودٍ، روضةٌ عَبقتْ
بالعطْر ِ تُسكرُ أنفاسي أقاحيها
*
وأنتِ أجملُ أحلامي وأمنيتي
منْ بعدمــا طلّقَتْ نفسي أمانيها
***
عوّذت ُ مملكتي من كلِّ فاتنـةٍ
أصونها من غواياتٍ وأحميهـا
*
وحينَ أطللْتِ منْ أسوارِ مملكتي
سلّمْتـها لكِ طوعا ً بالذي فيها
*
لمّــا حضرْتِ وجدتُ النفْسَ حائرة ً
أمام َ سـاحرة ٍ تدري مراميـها
*
السحْـرُ يسكن ُ عينيها ومشْيتها
ومنْ أناملـها يجري ومِنْ فِيها
*
سافرتُ مُنْذ ُ زمــان ٍ غيرَ مكترثٍ
أطوي المسافات ِ بحثا ً عنْ مغانيها
*
وليْسَ في الرحْل ِمِنْ زاد ٍ سوى أمل ٍ
بأنني ذات َ يوم ٍ قَدْ أُ ُلا قيها
*
سامرْتُها في أحاسيسي وأخيلتي
وكُنْت ُ في جُلِّ أحلامي أناجيها
*
أنْت ِ التي كُنْتُ أهواها وأعشقــها
عرفْتُـك ِ الآن َ يا مَنْ لا أسميـها
***
رِفْقـا بروحي فقد قاسيت ُ في سَفري
رحْماك ِ كُثْرٌ جراحي لا تمسّيها
*
ضلَّت مسالكها في البحْرِ أشرعتـــي
فأصبحتْ سُفنـــي تنعى موانيها
*
قدْ كسَّــر َ الموجُ يا حسناء أشرعتي
وليس َ غيْرُك ِ يا حسْنــاء ُ يُحييها
*
في معْبد ِ الحب ِّ قد أعددتُ مبخرتي
وعفْت ُ تقديس َ أصنام ٍ لبانيها
*
روحي إلى الحبّ ـ حبّ الروح ـ ظامئةُ
لا الجاه ُ، لا المالُ، لا الألقابُ ترويها
*
وإنّني شاعـــــر ٌ رَقّت ْ مشاعِــــرُهُ
فراح َ خوفا ً مِن َ الإيذاء ِ يُخفيها
*
مشاعـــــــري هي َ أطفالي أدلّلهــــا
ومثل كل ِّ أب ٍ دوما ً أُ داريـهـا
*
أبثـُّهــا لك ِ يا حسناء ُ صادقــــــــة
كوني لها الأم َّ في لُطـف ٍ تناغيها
*
ولو تمكَّنت ُ صغْت ُ النجْـــم َ مبتكـرا ً
قلادة ً لك ِ يا حسْنــأء ُ أهديهــــــا
***
جميل حسين الساعدي