نصوص أدبية

جورج عازار: سيزيفُ...

سيزيفُ، متى تنتهي اللعبةُ؟

ملَّتْ منكَ الصُّخورُ

وأنت ترفعُ...

عبَثاً كانتْ تلكَ الحياةُ

ولكَ زيوسُ لا يشفعُ

مَن قالَ لك أنَّ الآلهةَ

يمكنُ أنْ تُجابَهَ

أو أنْ تُعانَدَ؟

فلا عَرَقٌ سيغفرُ لكَ

ما اقترفتَ مِن إثمٍ

ولا جهدٌ...

سيزيفُ، مَن علَّمكَ الدَّسيسةَ؟

عقيمٌ هو الجِدالُ

ومحكومٌ أنتَ بالقدَرِ

والخواتمُ موتٌ مُحتَّمٌ

من لقَّنَكَ فنونَ النَّميمةِ؟

ومَن أقنعَ العبدَ

بأنَّهُ مِن عرينِ الآلهةِ

قد يقتنصُ الغنيمةَ؟

جشعٌ وغرورٌ

ولعابٌ حولَ السُّلطةِ

يسيلُ

في اللؤمِ سيِّدٌ

وفي المَكرِ سبَّاقٌ

وفي الخديعةِ تنتصرُ

كلُّ الشُّرورِ باسمِكَ تُرتكبُ

فنونٌ في المعاصِي

والعقابُ مِن جنسِ العملِ

في البعضِ منّا

يرقدُ سيزيفُ

وفي بعضِ ما فينا

كثيرٌ مِن سيزيفَ

وبعضُ الأركانِ زيفٌ فينا

سيزيفُ، كيفَ الأنا

فيكَ قد تحكمُ؟

ولِمَ الفضائلُ في موازينِكَ

زهيدةُ الثَّمنِ

سيزيفُ كانَ منّا

والمكرُ كانَ فيهِ وفينا

سجلّاتٌ وأرقامٌ

فيهِ كلُّ الوجوهِ تُرتسمُ

والمثالبُ منذُ عهدِ قابيلَ

قد ورِثنا

سيزيفُ، وجهُكَ الحالكُ

ترِكةٌ لنا

فكيفَ الخلاصُ

وفي طوايانا ألفُ سيزيفُ

يَختبئُ؟

***

جورج عازار

 

في نصوص اليوم