نصوص أدبية
فاطمة عبد الله: هُوِيَّةُ حُلْم
حُلْمٌ تَسَلَّلَ في الفَجْرِ
عَلَى أَجْنِحَةِ النُّورِ
تَوَشَّحَ بِنَمَشِ الفَرَاشَاتِ
وَتَعَرَّشَ عَلَى ضَفَائِرِ الأَمَلِ
تَضَرَّعَ لِلسَّمَاءِ بِأَكُفِّ المُنَى
كَسُنُونُوَةٍ هَائِمَةٍ بِالدِّفْءِ
*
إِنَّهُ حُلْمُ البَنَفْسَجِ
سَقَطَ بِغَيْرِ عَمْدٍ فِي سَحِيقِ الشَّقَاءِ
بَاتَ حِكَايَةَ الخَوَاءِ
وَشُحُوبَ رَبِيعٍ وَالهَبَاءِ
هُنَاكَ، فَوْقَ الأَرْصِفَةِ البَارِدَةِ
أَمُوتُ وَأَحْيَا وَأَتَجَرَّعُ السَّقَمَ
أَنَا المُجَرْجِرُ فَوْقَ نِصَالِ الأَلَمِ
سِيزِيفُ أَنَا
*
يَغْشَى الضَّبَابُ انْتِظَارِي العَبَثِيَّ
مِثْلَ انْتِظَارِ غُودُو
كَبَحَّارٍ مَهْزُومٍ أَعُودُ بِمِلْحِ الخَسَارَاتِ
وَالمَخْدُوعِ بِغِنَاءِ السِّيرِينَاتِ
وَكُلُّ شَيْءٍ بَيْنَ أَضْوَاءِ المُدُنِ الكَبِيرَةِ
يَغْدُو كِذْبَةَ نَيْسَانَ
وَيَحْتَرِقُ حَطَبُ القَلْبِ فِي هَسِيسِ لَيْلٍ
وَيَبْقَى رَمَادُ الانْكِسَارِ
*
يَنْحَبُ القَصَبُ
يَبْكِي الصَّفْصَافُ
جُرْحًا لَا يَبْرَأُ
وَوَجَعًا لَا يَهْدَأُ
وَصَدْعًا لَا يَأْرِبُ
*
أَنَا القَادِمُ مِنَ التُّرَابِ
بِلَوْنٍ وَاسْمٍ وَعُمْرٍ وَقَدَرٍ
وَالحُلْمُ هُوِيَّتُهُ السَّرَابُ
***
فاطمة عبد الله