نصوص أدبية
جميل حسين الساعدي: فات الأوان
سكــرَ الهــــوى وتكسّرت أكــــوابي
فلنختـــم ِ اللقيا بدون ِ عتـــــــــــاب ِ
*
مــا عادَ لــي قمــرٌ يســـامرُ وحشتي
مــا عادت ِ النجمــات من أصحابي
*
اليوم غير الأمـــس ِ شئ ٌ آخــــــــر ٌ
فلننـــــه ِ جلستنــــا بغيـــــر حساب ِ
*
لا تســأليني عنْ زمــان ٍ قدْ مضـى
أو أن تضيعي الوقت َ في استجوابي
*
الحــــبُّ مرّ شبـــــابهُ وربيعـــــــه ُ
مـــا أقبـح َ الدنيـــــا بغيــــر ِ شباب ِ
*
جفّتْ ينابيـــــــع ُ الهوى وريـاضنا
حجـــر ٌ تبعثـــــر َ في ركـام ِ تراب ِ
*
ما عادَ يسقينـــا الهوى من خمـــره ِ
لمْ يبق َ عنقــــــود ٌ من الأعنـــــاب ِ
*
فردوسنا الأرضــيّ صــارَ جهنمــا ً
وزماننـا النشــوانُ ســـوط َ عـذاب ِ
*
كلمـــــاتنا نظـــــــراتنـا بسمــــــاتنا
قــدْ فارقتنـــــا واختفتْ كســــــراب ِ
*
أنا لا أحبّـــــذ ُ أن يطـــــولَ جلوسنا
فنكـــــون تمثــــالين ِ مــن أخشــاب ِ
*
قــــدْ قلت ِ لي منْ قبــلُ إنّـك َ مُنقذي
ومــلاذي َ المأمــــون ُ بينَ ذئـــــاب ِ
*
يا من رسمـتُ لــهُ بقلبـــي صــــورة ً
وحملتُــــها كالكحْـــل ِ فــي الأهـداب ِ
*
أهديتـَـني بالأمــــس ِ أجمــــل َ وردة ٍ
فشممــتُ ألوانـــــا ً من الأطيــــــاب ِ
*
ما زلْـت ُ أنشق ُ عطـرهـا متهاديــــــا ً
ينسابُ فـــي شَعْـــري وفوق َ ثيابي
*
قــــدْ قـــلت ِ هـــذا كلّـــهُ فجعلتِنــــي
سكـــــران َ منتشيـا ً بدون ِ شــراب ِ
*
وصحـوتُ يومـــا ً لمْ أكُنْ بمُصـــدّق ٍ
إنّــــي أرى الثعبــان َ فــي محرابي
*
أنـا لمْ أعُدْ طفــلا ً بريئــــا ً ســـاذجا ً
متعلّقـــــــا ً باللهـــــو ِ والألعـــــاب
*
قررت ُ أن أحيــــا بدون ِ خــــــرافة ٍ
وأريـح َ مِنْ وَهْــم ِ الهوى أعصابي
*
وسأختـم ُ الفصْــــل َ الأخيــرَ فلمْ يعُدْ
لـــي غير أن أنهــــي فصولَ كتابي
*
فليقـــرأ العشّــــاقُ مــــا سطّـــــرتُهُ
ولينتفـــعْ مـــــن بعضــه ِ أحبـــابي
***
جميل حسين الساعدي