نصوص أدبية
مجيدة محمدي: أورثني أبي
أورثني أبي، ساعة حائط لا تعرف الوقت،
عقاربها تدور للخلف أحيانًا،
لتعيد لي لحظات لم أطلب استعادتها،
وأحيانًا تتوقف تمامًا،
لأسمع صمتًا يُشبه النسيان.
*
أورثني كومة أحلام مستعملة،
بعضها مُمزق الأطراف،
وبعضها يحمل رائحة مطر لم يهطل بعد،
وقال لي: "هذه لك، جربي أن تحلميها."
*
أورثني بابًا قديمًا،
قال إنه كان يُفتح على حرية،
لكنني وجدته مغلقًا بمفتاح فقد في عاصفة،
فصرت أطرقه دون أن أسمع صدى.
*
أورثني ضحكة غير مكتملة،
كأنها تُركت في منتصفها،
وعينين أرى بهما الأحزان،
لكنهما لا تبصرا سوى نهايات مؤجلة.
*
أورثني وصية مكتوبة على ورق الشجر،
قال لي: "إقرئيها إذا ضعت"،
لكن الرياح كانت أسرع مني،
فلم أقرأ إلا كلمة واحدة: إنتظري .
*
أورثني أرجوحة،
تأرجحني بين حافة اليقين
وهاوية الشك،
قال إنها كانت تضحكه،
لكنني شعرت بالدوار.
*
أورثني حبلاً من الضوء،
قاسٍ كالصبر،
لين كالكذب،
وقال: "اصنعي به طريقك."
*
أورثني أبي ميراثًا من الرماد،
جمعه من حرائق لم أشعلها،
وطلب مني أن أبحث بينه عن شرارة جديدة،
لكنني وجدتني أنثره على الريح،
لأُبقي على شيء من الذكرى.
*
أورثني أبي كل شيء...
وأخذ معه كل ما لم أستطع فهمه،
ترك لي ظله،
ليذكرني أنني امتداد لحكاية لم تكتمل....
***
مجيدة محمدي