نصوص أدبية
مجيدة محمدي: نور وطين
بين يد الله،
حيثُ الأبدُ لا يعرف التردّد،
والزمنُ انحناءةُ طيفٍ في مرايا النور،
تسكنني الطمأنينةُ
كغيمةٍ تُلقي ثِقلَها على صدرِ الأفق،
ولا تسأل عن المطر.
*
سلامٌ لا يُدركه الكلام،
يتسللُ كنسيمٍ قديمٍ من بين أوتارِ الروح،
يعيدُ تشكيلَ العالمِ في داخلي،
أبصرُ فيه الوجودَ،
كأنهُ فكرةٌ مكتملة،
لا نقصَ فيها ولا اكتمال.
*
أحنُّ إلى الطين،
ذاك الذي عجنَ بين أصابعِ البداية،
رائحةُ الأرض حين تستفيقُ من حلمِ المطر،
وصوتُ الخطى الأول،
حين لم يكن للحياةِ تفسيرٌ
إلا الانحناءُ لتقبيلِ الجذور.
*
كلُّ خطوةٍ على الترابِ
رسالةٌ تُرسَلُ منّي إلى الأبديّة،
وكلُّ نسمةٍ تعبرُ وجهي،
وعدٌ يعودُ إليَّ من السماءِ،
بأنَّني لن أضيع.
*
هنا،
في حضنِ الترابِ الطريِّ،
في عروقِ الأرضِ التي تشربُ ندى الوجع،
أصيرُ سطرًا من قصيدةِ الله.
أصيرُ الحرفَ الذي يبحثُ عن نهايتهِ،
ولا يصلُ أبدًا.
*
سلامٌ يسكبُ ذاتهُ في الكَونِ،
كأنَّ الروحَ نسمةٌ هائمة،
تعرفُ أنَّ بين يد الله،
لا فراغَ هناك،
فقط امتلاءٌ
بحنينٍ يعيدني
إلى الترابِ الذي وُلِدتُ منه،
إلى الطينِ الذي يعشقُ
كلَّ شقوقي.
*
يا طمأنينةَ الخلقِ الأول،
علّمي قلبي أن يسكن،
علّميه أن يُصغي إلى صمتِ الله،
إلى الحنينِ الذي لا يفنى،
إلى الترابِ
الذي هو بدايةُ النهايات،
ونهايةُ البدايات.
***
مجيدة محمدي