نصوص أدبية
زياد كامل السامرائي: رحلة كاملة
ثلاث قصائد:
***
رحلة كاملة
عُشبٌ يابسٌ يلسعُ الصباح
دروبٌ من الشِعرِ وأبوابٌ
ثم خرائط للروح
وضوء ومواعيد وموانىء
هي مبضع الحكايات
ترسمُ الليل حين يلامس أضلاعنا
أنتَ لا تملك النبتة السريّة
التي تجعل الساعة تقترب من موعدها
إن الذي يجلس عند نافذة الوقت
يحظى بالرحلة كاملة
يدخل الغيم
مكتظا بشقائق النعمان
**
انشطار
أقول لنفسي: لا أحيانا
دعْ أوهامكَ ترقصُ خارج الموقد
ثم أغلقْ باب الوقت
كي لا تنبت أجنحة لهذا الهراء
رقعة الكلام تضيقُ
أينما تضع الحبر فيه سال في النسيان
كأن ثمراته تتركني حيران
وكأني أطوف في هوّة تطوقني سراديبها
الشفق الخافق على الرمل
يصطف، لا بيت ولا جار
يأخذُ عيوني ويرمي بها في الموج
أهدأ فأقطرُ
أنين صدى
الحجر صبور
فيما هذي الأطراف
هذا الجسد الذاوي
يسافرُ
تطويه الغربة والمقل
ضيفا يتابع الانشطار
**
حكمة مُضنية
لا بدَّ أن تطيرَ الأفكار
إذ لا يبقى في النهر سوى شتاء بارد
وليل لا يهتم به النعاس
وأن الشعلة في عينيك
طالما تنسكبُ في الأخاديد
تنبتُ حكمة مُضنية
تمشي... وفي يديها غصنٌ
يبلّله الله
آه ... ما أوجع الحواس
وما أندَرَ العارفين
حين تشيرُ الجارة إلى مفتاح البئر
إلى جبين السطور
تقول: أوَ ستسقي كلماتك الخاوية عَقَبة الحبِّ!
ماذا لو غطتكَ السنابل
ووقفتْ على رأسك الطير!
في آخر منعطف يدور في كفي.
***
زياد كامل السامرائي