نصوص أدبية

عبد الجبار الحمدي: أجساد من رماد

لا تستغرب يا صاحبي فنحن في زمن يزداد الموت فيه كزيادة تساقط اوراق الشجر في خريف يلبس كفن الريح وهي تعصف في جميع جوانبه، صدقني إن المعادلة سهلة جدا، كل ما عليك فعله ان تفلسف الحدث، اجعله شيء ماض او حدث  تسبقه مفردة كان حتى يندثر وانت تزحف على أرض تغطيها شظايا مرايا وهم تضم صور من هم على شاكلتنا فتناثروا غيظا، حسبوا انهم سيتخلصون من عوالق شاء ت ان تكون سمة للوجود... فالوجود يا صديقي نحن من نمثله جملة وتفصيلا، نخبئ بداخلنا عكس ما نظهر كي نستمر في امنية نكنها مثل شهيق طويل املا في تغيير... او اننا نتحول الى رماد بعد ان نوقد طموحاتنا ايامنا اعمارنا بطاقات يانصيب، كثيرا ما نخطئ و نخسر ونادرا ما نصيب... كما ذكرت المعادلة الرقمية لا تشبه خوارزمية الاحداث والاقدار، لذا نعول على ان نكون رموز وشواهد قبور، نبكي على انفسنا بكاء الثكالى، نرحب بالحزن ضيفا دائميا، نجلسه حول ذلك الموقد، يرانا نحرق جذم ايامنا ليدفئ القادم من بعيد يستدل بضيائنا، يأكل من موائدنا، يعبد الاوثان، يتخذ نسائنا قوارير عارية... يعتد الوجود سفينة بعدة موانئ، اما نحن فنتحول الى رماد مثل اجسادنا التي يوهنها الانتظار بعبارة ربما سيأتي المخلص كي ينتقم لنا فنحن الفقراء الى الله المستضعفين في الارض الراغبين في العويل والنياح والبكاء فلا ذلة ترهقنا فمأوانا الجنة وبئس المصير... عذرا!! مأوانا جنهم ونعيم الفردوس... او هكذا بين العبارتين اعلم جيدا ان هناك من يستخدم المناخ ليسرع في حرق الجذم فنافخ الكير لا يمكن ان يتوقف فحياته لا تتوقف عند موقد واحد... إنها الخوارزمية المعادلة فيها مقلوبة كالارقام الغير محسوبة ضمن مصفوفات غير مرئية او تلك المخبأة في طلاسم واحاجي اصحاب الدين الدعاة الى الوجود المنسي والعيس في موت محتم، صديقي المغترب في وطنك ماذا تظننا!؟؟ هل تعتقد أننا نستحق الحياة؟ أم الحياة هي التي تستحق ان نحياها او نعيشها؟ أظنك لا تستطيع الاجابة.. فهذا السؤال كما من جاء اولا البيضة ام الدجاجة، على اية حال لا تفرك يديك ولا تلجأ الى التفكير، كما قلت آنفا المعادلة الخوارزمية سهلة للبعض وصعبة للكثير لانا بخلاصة مجرد ارقام تنتهي ما ان يتم عدها قد تتزاوج او تتراكم او حتى تترافق مع بعضها البعض فتقبل القسمة او الطرح او الجمع وحتى الضرب لكنها في الآخر تبقى ارقام.. واظها تتحول الى بقايا متشظية حين تُبقي الكسور كما تبقي النار الرماد دوما بحاجة الى قلبها او إضافة جذمة ما كي تستعيد قوامها كي تحسب من جديد، إننا يا صديقي توليفة معقدة مثل اجسادنا حين خلقها من كونها فجعلها معقدة الى حد ان تجد البعض منها سهل، ومنها السهل الى حد الصعوبة في تفسير ماهيتها..

أرى انك يا عززيزي قد توصلت الى حقيقة اننا مع مرور الوقت نصبح كا الرماد ما لم نكن فعلا رماد فحين يسبقا الموت ونسكن اللحود يأتي ومت تحول فيه عظامنا الى رماد، شأننا شأن جذم النار فلهيبها دنيوي ولهيبنا في الآخرة... لا مناص، أرى اني قد فهمت ما تعنيه و الى ماذا ترمي إليه... دعني الآن فالحديث معك يحتاج الى دماغ و رأس لا تتزاحم فيه صور الحياة وتعقيداتها... سأراك في العالم الآخر حين تتطاير الأجداث الى عالم القرار الاخير.

***

القاص والكاتب - عبد الجبار الحمدي 

 

في نصوص اليوم