نصوص أدبية
أيمن الناصح: ممنوعةٌ تلكَ القصائدِ عنكِ
أنتِ التي
خبَّأْتِ كلَّ الحزنِ في هذه الدنيا
خلفَ أسيجةِ النسيانِ
ورسمتِ القمرَ لهذه الليلةِ
ورسمتِ فراشاتِ الربيعِ الغضَّةِ طيفًا
يجوبُ أفقَ مقلتيكِ
يضيءُ ويغري القصائدَ
فتجري نحوكِ
مثلَ مياهِ العينِ الصافيةِ
مثلَ حمامةٍ بيضاءَ
تائهةً ومقيدةً
تبحثُ عن مكنونٍ سريٍّ
تغري الزغبَ منها
أن يصبحَ نتفًا ثلجيةً
كلونِ الأمنياتِ التي تضعينها تطوقُ جيدَكِ
كلونِ الأغاني التي تسمعين
كلونِ القبلِ الخجلى
المحبوسةِ بين شفتيكِ بلا حريةٍ
أرددُ في أذنيكِ نغماتٍ سريةٍ
فتستحيلُ خطايا الشوقِ الصامتِ ألغازًا
ترقصُ في مخيلتي
أحلامًا تركضُ كالجيادِ
تفرُّ إليكِ
سيدتي القديرةَ الأنيقةَ
اكتبي لي
اشرحي لي كثيرًا
سِرًّا
يجمعنا
كونين مختلفين ومقلةً واحدةٍ
كأسٍ من ثلجٍ وثغرٍ من نارٍ
وشمٍ يحملُ عطري
وسحركِ المرتدِّ إلى طرفي كلِّ مرةٍ
هل ستمانعينِ
لو كتبتِ أنتِ لي
تلكَ القصائدَ
التي تضجُّ من مرآكِ
هل ستقلبين وجعي
هل ستزرعين من أناملكِ شفاءً أبديًّا
هل ستحيلين جراحي نوارسَ ترحالٍ وحبٍّ
هل ستمسكين بأناملي في حلمٍ نزقٍ
سيدتي
لكِ المسافةُ الشاردةُ عني
وجبَلٌ من خطوطِ النارِ المشتعلةِ بيننا
ولي
صقيعٌ يكوي يومي
وكلَّ الليالي الوحيدةِ
سيدتي أقدسُ طهركِ
أقدسُ ذكركِ
وأتوبُ منكِ إليكِ
وأحرقُ كلَّ قصائدي
بنارِ البعدِ ونارِ الصدِّ
ونارِ الشوقِ
وأسمي كلَّ أفراحكِ الجديدةِ
ولادةً لي
فأنا
مرآتكِ التي تسرين لها الاحديث اليومية والسرية
ومشطُ شعركِ الذهبيِّ
وأنا من تلكَ الـ(آه)
أطلقتُها كاتمةً تلكَ الأسبابِ
وأنتِ
امرأةٌ بنكهةٍ سماءٍ وماءٍ وهواءٍ
تبعثينني هذيانًا محمودًا
وخطيئةً
لن نرتكبها يومًا ما...
***
أيمن الناصح